فصل : : استيفاء القاضي حاجاته الأساسية
فإذا ما ذكرنا فيختار للحاكم أن لا يجلس للحكم العام إلا بعد سكون نفسه بالأكل والشرب حتى لا تتوق نفسه إلى واحد منهما ويتعرض للأخبثين ويستوفي حظه من النوم والدعة ويقضي وطره من الجماع حتى يغض طرفه عن الحرم ، ويلبس ما يستدفع به أذى وقته من حر أو برد ويفرغ من مهمات أشغاله لئلا يهتم بما يشغل خاطره عن الاجتهاد في الأحكام .
ويصلي عند التأهب للجلوس ركعتين ، فإن كان جلوسه في مسجد كانت الصلاة تحية مسنونة فيصليها في كل وقت ، وإن كان من أوقات النهي ، وإن كان جلوسه في غير مسجد كانت الصلاة تطوعا فيصليها في غير أوقات النهي ويدعو الله بعدها بما رواه عاصم بن سليمان عن الشعبي عن قالت : أم سلمة " . كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من بيته قال : " اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أزل أو أضل أو أضل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي
وكان الشعبي يقولهن ويزيد عليهن : أو أعتدي أو يعتدى علي ، اللهم أعني بالعلم وزيني بالحلم وأكرمني بالتقوى حتى لا أنطق إلا بالحق ولا أقضي إلا بالعدل ؛ ويستحب [ ص: 35 ] أن يقول هذا إذا جلس للحكم ثم يشرع في نظره بعد استقبال القبلة لا سيما إن كان في مسجد لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - خير المجالس ما استقبل به القبلة .