الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير قوله عز وجل: فلذلك فادع معناه فإلى ذلك فادع ، وفي المراد بذلك وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: القرآن ، قاله الكلبي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: التوحيد ، قاله مقاتل.

                                                                                                                                                                                                                                        وفي قوله فادع وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: فاعتمد.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: فاستدع. واستقم كما أمرت فيه ثلاثة أوجه: [ ص: 199 ] أحدها: واستقم على أمر الله ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: على القرآن ، قاله سفيان.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: فاستقم على تبليغ الرسالة ، قاله الضحاك . وفي قوله: وأمرت لأعدل بينكم وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما: في الأحكام.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: في التبليغ.

                                                                                                                                                                                                                                        وفي قوله لا حجة بيننا وبينكم ثلاثة أوجه:

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها: لا خصومة بيننا وبينكم ، قاله مجاهد ، قال السدي : وهذه قبل السيف ، وقبل أن يؤمر بالجزية.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: معناه فإنكم بإظهار العداوة قد عدلتم عن طلب الحجة ، قاله ابن عيسى .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: معناه إنا قد أعذرنا بإقامة الحجة عليكم فلا حجة بيننا وبينكم نحتاج إلى إقامتها عليكم. وقيل إن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة وقد سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع عن دعوته ودينه إلى دين قريش على أن يعطيه الوليد نصف ماله ويزوجه شيبة بابنته.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية