الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 237 ) حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ح ، وحدثنا محمد بن علي الصائغ المكي ، ثنا يحيى بن معين قالا : ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت عباد بن حبيش ، يقول : سمعت عدي بن حاتم قال : جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو رسل [ ص: 100 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقرب فأخذوا عمتي وناسا فلما أتوا بهم النبي صلى الله عليه وسلم صفوا له فقالت : يا رسول الله ، نأى الوافد وانقطع الولد وأنا عجوز كبير وما بي من خدمة ، فمن علي من الله عز وجل عليك ، قال : ومن وافدك ؟ قالت : عدي بن حاتم قال : أي الذي فر من الله ورسوله ، قالت : فمن علي فلما رجع ورجل إلى جنبه ترى أنه علي فقال : سليه حملانا ، قالت : فسألته فأمر بأتان فقلت : لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها ، فقالت : ائته راغبا أو راهبا ، فقد أتاه فلان فأصاب منه ، وأتاه فلان فأصاب منه ، فأتيته ، فإذا عنده امرأة وصبيان أو صبي فذكر قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم فعرفت أنه ليس ملك كسرى وقيصر فقال : يا عدي ، " ما أفرك أن يقال : لا إله إلا الله فهل من إله إلا الله ؟ ما أفرك أن يقال : الله أكبر فهل من شيء أكبر من الله ؟ " فأسلمت فرأيت وجهه استبشر وقال : " إن المغضوب عليهم اليهود وإن الضالين النصارى " ثم جاءه ناس فسألوه فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد ، فلكم أيها الناس أن ترضخوا من الفضل ، ارتضخ امرؤ بصاع ببعض صاع بقبضة " قال شعبة : وأكثر علمي أنه قال : بتمرة بشق تمرة ، إن أحدكم لاقي الله فقائل : ألم أجعلك سميعا بصيرا ، ألم أجعل لك مالا وولدا فماذا قدمت ؟ فينظر من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، فلا يجد شيئا فلا يتقي النار إلا بوجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ، إني لا أخشى عليكم الفاقة ، لينصرنكم الله ، وليعطينكم أو ليفتحن لكم حتى تسير الظعينة بين الحيرة ويثرب أخوف ما تخاف على ظعينتها السرق "

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية