الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: ونحشر المجرمين يومئذ زرقا فيه ستة أقاويل: أحدها: عميا ، قاله الفراء.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: عطاشا قد ازرقت عيونهم من شدة العطش ، قاله الأزهري.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: تشويه خلقهم بزرقة عيونهم وسواد وجوههم.

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: أنه الطمع الكاذب إذ تعقبته الخيبة ، وهو نوع من العذاب.

                                                                                                                                                                                                                                        الخامس: أن المراد بالزرقة شخوص البصر من شدة الخوف ، قال الشاعر:

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 425 ]

                                                                                                                                                                                                                                        لقد زرقت عيناك يا بن مكعبر كما كل ضبي من اللؤم أزرق



                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: يتخافتون بينهم أي يتسارون بينهم ، من قوله تعالى: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها [الإسراء: 110] أي لا تسر بها. إن لبثتم إلا عشرا العشر على طريق التقليل دون التحديد وفيه وجهان: أحدهما: إن لبثتم في الدنيا إلا عشرا ، لما شاهدوا من سرعة القيامة ، قاله الحسن.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: إن لبثتم في قبوركم إلا عشرا لما ساواه من سرعة الجزاء. قوله تعالى: نحن أعلم بما يقولون يحتمل وجهين: أحدهما: نحن أعلم بما يقولونه مما يتخافتون به بينهم.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: نحن أعلم بما يجري بينهم من القول في مدد ما لبثوا. إذ يقول أمثلهم طريقة فيه وجهان: أحدهما: أوفرهم عقلا.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أكبرهم سدادا. إن لبثتم إلا يوما لأنه كان عنده أقصر زمانا وأقل لبثا ، ثم فيه وجهان: أحدهما: لبثهم في الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لبثهم في القبور.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية