الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6671 3124 - (6710) - (2 \ 182) عن عبد الله بن عمرو بن العاصي: أن زنباعا أبا روح وجد غلاما له مع جارية له، فجدع أنفه وجبه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " من فعل هذا بك؟ " قال: زنباع، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ما حملك على هذا؟ " فقال: كان من أمره كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعبد: " اذهب فأنت حر "، فقال: يا رسول الله، فمولى من أنا؟ قال: " مولى الله ورسوله "، فأوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين، قال: فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ جاء إلى أبي بكر، فقال: وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم، نجري عليك النفقة وعلى عيالك، فأجراها عليه، حتى قبض أبو بكر، فلما استخلف عمر جاءه، فقال: وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ ص: 422 ] قال: نعم، أين تريد؟ قال: مصر، فكتب عمر إلى صاحب مصر أن يعطيه أرضا يأكلها.

التالي السابق


* قوله: "أن زنباعا": ضبط - بكسر زاي - .

* "أبا روح": ضبط - بفتح راء - .

* "فجدع": - بالتخفيف - : من الجدع، وهو قطع الأنف والأذن واليد.

* "وجبه": أي: قطع مذاكيره كما جاء في رواية.

* "فأنت حر": لعله أعتق عليه؛ لئلا يجترئ الناس على مثله.

* "فمولى من؟": بإضافة المولى إلى "من" الاستفهامية، وهو مبتدأ خبره "أنا".

* "قال: مولى الله ورسوله": أي: أنت مولى الله ورسوله؛ أي: حيث أعتقك رسوله بأمره تعالى.

* "فأوصى به": أي: في شأنه.

* "وصية": - بالنصب - أي: اذكر وصية، أو أقم وصية، أو - بالرفع - أي: أنا وصية بمعنى: الموصى به.

* "وعلى عيالك": لعل له أولادا أو غيره قبل أن يجبه سيده، أو اشترى بعض المماليك بعد ذلك.

وفي " المجمع": رواه أبو داود باختصار، رواه أحمد، ورجاله ثقات.

* * *




الخدمات العلمية