الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله : أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين يوم يكشف عن ساق ؛ أي: فليأتوا بشركائهم يوم القيامة؛ ومعنى يكشف عن ساق ؛ في اللغة: يكشف عن الأمر الشديد؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        قد شمرت عن ساقها فشدوا ... وجدت الحرب بكم فجدوا

                                                                                                                                                                                                                                            والقوس فيها وتر عرد



                                                                                                                                                                                                                                        وجاء في التفسير عن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: ثنا أبي؛ قال: ثنا محمد بن جعفر؛ يعني غندر؛ عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال؛ قال ابن عباس - في قوله: يكشف عن ساق "عن الأمر الشديد"؛ وقال ابن مسعود: "يكشف الرحمن عن ساقه؛ فأما المؤمنون فيخرون له سجدا؛ وأما المنافقون فتكون ظهورهم طبقا طبقا؛ كأن فيها السفافيد"؛ فهذا ما روينا في التفسير؛ وما قاله أهل اللغة.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو إسحاق: هذا تأويل قوله: ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ؛ يعنى به المنافقون. [ ص: 211 ] وقوله: ترهقهم ذلة ؛ معناه: تغشاهم ذلة؛ وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ؛ يعنى به: في الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية