الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
آخر

2083 - أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي - بها - أن تميم بن أبي سعيد الجرجاني أخبرهم - قراءة عليه - أبنا علي بن محمد البحاثي ، أنا محمد بن أحمد بن هارون ، أبنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي ، ثنا محمد بن إسحاق مولى ثقيف ، ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم ، ثنا علي بن بحر ، ثنا مروان بن معاوية الفزاري ، ثنا حميد ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة ؟ فقال رجل من القوم : وإن لم [ ص: 99 ] أقتل ؟ قال : وإن لم تقتل ، فانطلق الرجل به ، فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس ، قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره ، فرمى بالكتاب البساط ، وتنحى ، فلما انتهى قيصر إلى الكتاب أخذه ، ثم دعا رأس الجاثليق أقرأه ، فقال : ما علمي في هذا الكتاب إلا كعلمك ، فنادى قيصر : من صاحب الكتاب فهو آمن ، فجاء الرجل فقال : إذا أنا قدمت فأتني ، فلما قدم أتاه ، فأمر قيصر بأبواب قصره فغلقت ، ثم أمر مناديا فنادى : ألا إن قيصر قد اتبع محمدا صلى الله عليه وسلم وترك النصرانية ، فأقبل جنده وقد تسلحوا حتى أطافوا بقصره ، فقال لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد ترى ، إني خائف على مملكتي ، ثم أمر مناديه فنادى : ألا إن قيصر قد رضي عنكم ، إنما خبركم لينظر كيف صبركم على دينكم ؟ فارجعوا ، فانصرفوا ، وكتب قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إني مسلم ، وبعث إليه بدنانير ، فقال صلى الله عليه وسلم : كذب عدو الله ، ليس بمسلم ، وهو على النصرانية ، وقسم الدنانير .

التالي السابق


الخدمات العلمية