الخاتمـة
وبعد، فالحق الذي لا ريب فيه، أن بين أيدينا في كل ما سلف أعظم منهاج، وأكرم دين يمنحنا هـذه الاستراتيجية، ويضع أصابعنا على شتى أصولها وفروعها، وكلياتها وجزئياتها، وجميع خطوطها المتوازنة والمقاطعة.
لقد أراد الله لديننا الإسلامي الحنيف، أن يكون مثابة للناس وأمنا، وشفاء ورحمة، وفضلا وهدى، ونعمة لا تطاولها في دنيا الناس نعمة.
جدير بمن حباه الله به، أن يقدر نعمته، وأن يلزم جادته، وألا يستدرك عليه، من حيث قد احتوى بين برديه خيري الدنيا والآخرة.
دين كفل الله به لأتباعه، الأمن والأمان، والمجد والعزة، والبشرى لهم بالتوفيق، ما مضوا على سننه، وساروا على دربه، وكانوا على مستوى التبصر والتغيير، والديناميكية والحركة، من السيء إلى الحسن، ومن الحسن إلى الأحسن، في خط بياني صاعد، في نطاق مبادئه وإطار عقيدته.
يقول الحق تبارك وتعالى: ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هـو خير مما يجمعون قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هـم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا [ ص: 125 ] وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هـو الفوز العظيم ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هـو السميع العليم ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هـم إلا يخرصون ) (يونس: 57 ـ66 )
سدد الله على طريق الهدى خطانا، وبصرنا بأمور ديننا ودنيانا، وأعاننا على هـمومنا، وحقق آمالنا، وهدانا جميعا إلى سواء السبيل،
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين [ ص: 126 ]