الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          وثياب الكفار وأوانيهم طاهرة مباحة الاستعمال ما لم تعلم نجاستها .

                                                                                                                          وعنه : ما ولي عوراتهم كالسراويل ونحوه لا يصلى فيه .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          ( وثياب الكفار وأوانيهم طاهرة ما لم تعلم نجاستها ) وجملته أن الكفار على ضربين : أهل كتاب وغيرهم ، فالأول : يباح أكل طعامهم [ ص: 69 ] وشرابهم ، واستعمال أوانيهم بشرطه ، قال ابن عقيل : لا تختلف الرواية في ذلك لقوله تعالى وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم [ المائدة : 5 ] ، وتوضأ عمر من جرة نصرانية ، وروى أحمد : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أضافه يهودي بخبز شعير ، وإهالة سنخة ، وفي كراهة استعمال أوانيهم روايتان ، وأما ثيابهم فما علا منه كالعمامة ، ونحوها ، فلا بأس به ، وما ولي عوراتهم كالسراويل ، قال أحمد : أحب أن يعيد الصلاة فيه ، وهو قول القاضي ، وقال أبو الخطاب : لا يعيد ، لأن الأصل الطهارة ، فلا تزول بالشك ، وأما غيرهم فحكمهم حكم أهل الذمة في ظاهر ما ذكره المؤلف ، وقاله أبو الحسين ، والآمدي ، ونص عليه أحمد ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ من مزادة مشركة متفق عليه ، وعملا بالأصل ، وعنه : المنع من الثياب والأواني مطلقا ، لحديث أبي ثعلبة الخشني ، ولأنهم لا يتورعون عن النجاسة ، وعنه : الكراهة ، وعليها يحمل النهي في حديث أبي ثعلبة ، ولقوله عليه السلام : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك رواه النسائي .

                                                                                                                          ( وعنه : ما ولي عوراتهم كالسراويل ) هو أعجمي مفرد ممنوع من الصرف لشبهه بمفاعيل ونحوه ، كالتبان والقميص . لا يصلى فيه عملا بالظاهر ، وقد تقدم قول أحمد فيه .




                                                                                                                          الخدمات العلمية