الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  [ ص: 88 ] 12561 - حدثنا محمد بن السري بن مهران الناقد البغدادي ، ثنا محمد بن حسان السمتي ، ثنا محمد بن الحجاج اللخمي ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن ابن عباس قال : قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أيكم يعرف القس بن ساعدة الإيادي ؟ " قالوا : كلنا يا رسول الله يعرفه . قال : " فما فعل ؟ " قالوا : هلك . قال : " ما أنساه بعكاظ في الشهر الحرام [ ص: 89 ] وهو على جمل أحمر ، وهو يخطب الناس ، وهو يقول : يا أيها الناس اجتمعوا ، واستمعوا وعوا ، من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت ، إن في السماء لخبرا ، وإن في الأرض لعبرا ، مهاد موضوع ، وسقف مرفوع ، ونجوم تمور ، وبحار لا تغور ، أقسم قس قسما حقا لئن كان في الأرض رضا ليكونن بعده سخط ، إن لله لدينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه ، مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون ؟ أرضوا فأقاموا ، أم تركوا فناموا ؟ " ثم ، قال صلى الله عليه وسلم : " أفيكم من يروي شعره ؟ " فأنشده : بعضهم :


                                                                  في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر     لما رأيت مواردا للس
                                                                  موت ليس لها مصادر     ورأيت قومي نحوها
                                                                  يسعى الأصاغر ، والأكابر     لا يرجع الماضي إلي
                                                                  ولا من الباقين غابر     أيقنت أني لا محالة
                                                                  حيث صار القوم صائر



                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية