الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1104 حدثني زهير بن حرب حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان فجئت فقمت إلى جنبه وجاء رجل آخر فقام أيضا حتى كنا رهطا فلما حس النبي صلى الله عليه وسلم أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة ثم دخل رحله فصلى صلاة لا يصليها عندنا قال قلنا له حين أصبحنا أفطنت لنا الليلة قال فقال نعم ذاك الذي حملني على الذي صنعت قال فأخذ يواصل رسول الله صلى الله عليه وسلم وذاك في آخر الشهر فأخذ رجال من أصحابه يواصلون فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال رجال يواصلون إنكم لستم مثلي أما والله لو تماد لي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( فلما حس النبي صلى الله عليه وسلم أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة ، ثم دخل رحله ) هكذا هو في جميع [ ص: 174 ] النسخ ( حس ) بغير ألف ، ويقع في طرق النسخ ( أحس ) بالألف ، وهذا هو الفصيح الذي جاء به القرآن ، وأما ( حس ) بحذف الألف فلغة قليلة ، وهذه الرواية تصح على هذه اللغة . وقوله : ( يتجوز ) أي يخفف ويقتصر على الجائز المجزي مع بعض المندوبات ، والتجوز هنا للمصلحة . وقوله : ( دخل رحله ) أي منزله قال الأزهري : رحل الرجل عند العرب هو منزله ، سواء كان من حجر أو مدر أو وبر أو شعر وغيرها .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( أما والله لو تماد لي الشهر ) هكذا هو في معظم الأصول ، وفي بعضها ( تمادى ) وكلاهما صحيح ، وهو بمعنى ( مد ) في الرواية الأخرى .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( يدع المتعمقون تعمقهم ) هم المشددون في الأمور المجاوزون الحدود في قول أو فعل .




                                                                                                                الخدمات العلمية