السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا -ولله الحمد- أحاول التقرب إلى الله بشتى السبل (أعاننا الله على رضاه)، لا أشعر بالراحة إلا في أحضان القرآن والثقافة الإسلامية المحمدية الطاهرة في شتى مجالات الحياة (علم-أدب-تاريخ-فن-حضارة-معاملات) حتى في قصص الحب، فأنا أتقيأ عندما يأتي ذكر روميو وجوليت وأمثالهم في الأفلام الخرافية، بينما أشعر بالفخر والعزة عندما أستمع إلى المودة والإيمان في العلاقة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه سلام الله عليهم أجمعين أو الحب بين سيدنا علي والسيدة فاطمة الزهراء، أو بين سيدنا الزبير بن العوام والسيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضوان الله عليهم أجمعين، ذلك الحب الذي بني على إرضاء الله فأثمر عن رجال كالحسن والحسين وعبد الله بن الزبير، هؤلاء الأبطال الذين لقوا الله شهداء رافضين أن تنحني الأمة تحت جبروت الحكام والطغاة.
ومن هنا كنت أمني نفسي وأسأل الله عز وجل أن يرزقني زوجة مؤمنة واعية، حتى أصبحت في نهاية عامي الثاني في الجامعة فرأيتها بملامحها الهادئة وزيها الفضفاض وحجابها الأنيق الساتر، لا تتحدث إلى الشباب، صاحباتها عرف عنهن التدين والأدب -ولا نزكي على الله أحداً- بصراحة أعجبت بهيئتها فنظرت لها طويلاً حتى شعرت بي فأدارت وجهها وهي تبتسم ابتسامة غامضة وأنا بدوري شعرت بالذنب، فأدرت وجهي سريعاً وآليت على نفسي ألا أفكر فيما يخص نصف ديني حتى أنهي دراستي.
بالفعل مر العام الثاني والثالث بلا مشاكل، وها أنا الآن في عامي الرابع -بالمناسبة أنا في كلية الهندسة نظام 5 سنوات- فوجئت بها تنظر إلي أكثر من مرة ورأيتها مرة بطرف عيني تتكلم مع صديقتها وهما ينظران إلي، وفي إحدى المرات كانت تدخل إلى المدرج وفي نفس الوقت وهي خارجة منه فنظر كل منا إلى عيني الآخر بنظرات حائرة، ثم مضى كل منا إلى حال سبيله.
بدأت أشعر أن ما يحدث خطر على ديننا وليس له سند شرعي، ورأيتها ذات مرة في منامي بزيها المحتشم تنظر إلي، فرآنا أحد أصدقائي المشهود لهم بالأدب والتدين فجاء يباركها لي ويصفها بالملاك البسيط، ولا أفهم معنى الكلمة حتى الآن، فاستخرت الله في هذه الفتاة مرتين في أسبوع واحد فشعرت بميل لها في المرة الثانية أشد وأعنف من المرة الأولى.
أتى وقت عطلة نصف العام فعرفت رقم هاتف بيتها وعنوانها عن طريق الدليل، وقررت أن أفتح حواراً مع والدتي عنها، خصوصاً وأن حالتنا المادية -ولله الحمد- متيسرة جداً جداً، ولنا أملاك وشقق في أنحاء كثيرة من المدينة، وطلبت من أمي أن تتحدث مع أبي في الموضوع، وبحكم وظيفته المرموقة يمكنه السؤال عن أسرة هذه الفتاة قبل أن أتحدث إليها شخصياً.
ولكن للأسف لم أجد من أمي سوى التوبيخ وبعض الكلمات القاسية، حاولت مرة ثانية فكانت أكثر هدوءًا ولكنها طلبت مني أن أنتظر حتى التخرج أي بعد عام ونصف.
المشكلة أني خجول وملتزم بإذن الله، لا أتحدث مع الفتيات بدون داعي، والآن كلما رأيتها أو رأتني بادر كل منا بالنظر في الأرض وتختلجني مشاعر غريبة لم أتخيلها من قبل.
وأنا أتخيل حل مشكلتي في معرفة معلومات عن أسرتها، فإن كانت مناسبة ربما توجهت إليها مباشرة وأحدثها بالحقيقة، مع شكي في قدرتي على فعل ذلك لجبني الشديد مع الجنس الآخر.