السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الحقيقة أن مشكلتي تبدو جوانبها متشابكة على الأقل بالنسبة لي، وهي تتعلق بتعارض بين الوظيفة وطلب العلم، فلقد درست اللغة الإنجليزية، وحصلت على درجة الليسانس بها، ومع تخرجي حصلت لي مشكلة جعلتني أغير مفاهيم كثيرة في حياتي، وأرى الأشياء على حقيقتها.
وفور تخرجي حصلت على وظيفة كأستاذة للغة الإنجليزية، كمستخلفة فقط لمدة عام، ولكني آثرت أن أبقى في هذه الوظيفة لمدة شهر فقط؛ لأتابع مشواري العلمي في مجال آخر حلمت دائماً أن أدرسه، وأتخصص فيه، وهو مجال التاريخ.
وقد حرمت نفسي من هذا الحلم في وقت كنت أعتقد فيه أن العلم هو دراسة للحصول على وظيفة في آخر المطاف؛ للحصول على المال، ولكن الله هداني، وعرفت أن العلم لا يقاس هكذا أبداً!
وسبب آخر جعلني أترك تدريس اللغة الإنجليزية؛ هو أني شعرت أولاً أني غير كفؤة من جهة، ومن جهة أخرى شعرت أنه ليس مجالي، ولكن مع هذا اعتبرت اللغة الأنجليزية مكسبا لي، وأحاول أن أطور ما اكتسبته عن طريق القرءة المتواصلة لكتب باللغة الإنجليزية.
وقررت أن أدرس التاريخ، وأخلص النية لله، وأتمنى أن أنفع أمتي بدراستي هذه، وهنا نجمت المشاكل بيني وبين عائلتي، خاصة أمي وأبي؛ فهما يريدان مني أن أبحث عن الوظيفة من جديد، فمنطق العائلة، بل المجتمع كله هو أن الذي لا وظيفة له لا قيمة له، ذكراً كان أم أنثى!
حاولت أن أشرح لهما الموضوع، لكن دون جدوى، ومع ذلك وإرضاءً لهما حاولت من جديد أن أبحث عن عمل، وأن أنتقل من مؤسسة إلى أخرى.
ولقد كنت أشعر بالذل والمهانة، وأنا –فعلاً- محتارة هل أواصل البحث عن العمل؛ إرضاءً لوالدي، أم أستمر في طلب العلم، متوكلة على الله في رزقي؟!
طلب آخر وأخير: أرغب في أن أحصل على البريد الإلكتروني للأخت التي أسمت نفسها بالقمر الحائر، والتي تحدثت هي الأخرى عن الوظيفة، وإن كان من جانب آخر؛ لأني أرغب في أن أراسلها، ولا أخفي عنكم أني أحببتها في الله من غير أن أراها، أو تعطوها بريدي الإلكتروني لتراسلني.
وشكراً.