السؤال
السلام عليكم..
أشكركم على هذا الموقع، وأنا مسرور جداً في مراسلتكم.
كيف يمكنني أن أكون شاباً مسلما إيجابياً في فكري وفي تعاملي، ومتفوقاً في دراستي، ومفيداً لمجتمعي؟
السلام عليكم..
أشكركم على هذا الموقع، وأنا مسرور جداً في مراسلتكم.
كيف يمكنني أن أكون شاباً مسلما إيجابياً في فكري وفي تعاملي، ومتفوقاً في دراستي، ومفيداً لمجتمعي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنحن أكثر سروراً بك وبأمثالك من الشباب الذين يسألون عن طريق المعالي، ويرغبون في تحقيق الأماني، وإليك من خالص الحب وعظيم التهاني، واعلم أن رسالتك دليل على أنك إيجابي؛ لأن الإيجابية حركة ومحاولة ومبادرة، ولك بفضل الله مِنْ كل ذلك الحظ الأوفر.
ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يزودك التقوى، ولا يخفى عليك أننا خير الناس، وأننا أمة أخرجت للناس، ووظيفتها إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وأن العمل الصالح الذي يتعدى نفعه -كالصدقات- أعظم أجراً من الأعمال التي يكون ثوابها للعامل فقط.
وأرجو أن تعلم أنك الشاب، وأن الشباب قوة وفتوة، وأن النفس إذا لم يشغلها الإنسان بالخير شغلته بالباطل والشر، وتذكر أنك خلقت لغاية عظيمة، وقد أحسن من قال:
قد رشحوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
ولا شك أن العلاقة وثيقة بين الإيجابية وعلو الهمة، وقد أحسن من قال:
إذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
أما التفوق في الدراسة، فإنه ثم يكون ببذل الأسباب، ثم التوكل على الوهاب، وقد قال الفضلاء: إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، فاجتهدوا وعملوا، ثم توكلوا على ربهم واستعانوا به سبحانه، فتحقق لهم ما أرادوا وارتفعوا وسادوا، وقد ضرب سلف الأمة الأبرار أروع الأمثلة في الاجتهاد والجهاد، ونشروا الخير في البلاد، وقدموا الهداية للعباد وفي التأسي بهم دروس لكل صادق جاد، وقد أحسن من قال:
أبيت سهران الدجى وتبيته ***نوماً وتبغي بعد ذلك لحاقي
سهرى لتنقيح العلوم ألذ لي *** من وصل غانية وطيب عناقي
وتملكي طرباً لحل عويصة ***في الدرس أشهى من مدامه ساقي
وألذ من نقر الفتاة لدفها *** نقري لألقي الرمل عن أوراقي
وهذه وصيتي لك بطلب العلم وتقوى الله، فإنها مفتاح كل خير وفلاح، فتوكل على ربك الفتاح، واسلك سبل النجاح، وصادق أهل الصدق والفلاح، واعلم أن المعاصي تحرم من الفلاح، وواظب على أذكار المساء والصباح، وتوجه إلى ربك بإلحاح، واحرص على طاعة والدتك، وصل رحمك، واسجد لربك الفتاح.
وبالله التوفيق.