السلام عليكم

عندي اكتئاب شديد أقضي غالب وقتي على النت في الدعوة إلى الله، ومشاهدة بعض الدروس والبرامج الدينية، وأتواصل مع صديقاتي لكن بما أن هذا يحدث كل يوم أصبحت اشعر بالملل الشديد والاكتئاب.

حاليا لا أدرس ولا أحب تأدية أعمال المنزل، أقضي كل وقتي أو غالبه في غرفتي، ولا أحب الخروج كثيرا، فما الحل برأيكم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آيه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب ونحن سعداء بتواصلك معنا ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

أختنا الفاضلة : إن هذا الشعور بالملل والسآمة أمر لا ينبغي أن يتغافل المرء عنه خاصة إذا أثر على حياتك الشخصية والدعوية حتى أوصلك إلي العزلة المفضية إلى ما لا نحب أن تكوني فيه ونسأل الله أن يجنبك كل شر، وهذا الشعور أيتها الفاضلة ناتج عن عدم وجود العمل المتنوع ولا المكان الملائم الذي يشبع فطرتك، ويروي ما لديك آمال وتطلعات.

فأنت أيتها الفاضلة في أوج فترات شبابك أو في مقتبلها والعكوف على لون واحد من الإشباع العلمي أو الدعوي يؤثر على المدى البعيد، وكان لزاما عليك أن تنوعي بين الرغبات العلمية والدعوية والترفيهية والاجتماعية، حتى تحدثي نوعا من التوازن يجعلك لا تشعري معه بمثل تلك الحالة.

وأنت أيتها الفاضلة قادرة بإذن الله على تحسين هذا الحال، فأنت بحمد الله فتاة مؤمنة طاهرة عفيفة، وما عليك إلا بعض اللمسات التي تضفي عليك حياة ممتعة .

_ أتمنى أن تحرصي على التنوع الدعوي ومنه أن تتنقلي من روضة إلي روضة فمن الاستماع إلي القرآن إلي الاستماع إلي المحاضرات العلمية، إلي القراءة في التاريخ الإسلامي ، إلي تاريخ أمهات المؤمنين، إلي محاولة إلقاء بعض الخواطر ولو في نطاق ضيق إلي كتابة بعض المقالات ولو لم تنشر في الوقت الحالي هذا على المستوى الدعوي.
- وعلي المستوى الاجتماعي أتمنى أن توثقي الروابط الاجتماعية بأهلك وصديقاتك ما أمكن ، ومن خلال الاقتراب منهم ستظهر لك بعض المشاكل المرتبطة بهم أو تقصير بعضهن في حق الله أو حق أرحماهن ويمكنك أن تقومي بدور دعوي هائل في ذلك وسيخرجك من محيط عزلتك ويعينك على القيام بذلك معرفة الأجر المترتب على إصلاح ذات البين.

- وعلي المستوى الترفيهي أتمنى أن تأخذي قسطا من الترفيه فمثل ذلك يعينك على المواصلة والاستمرار.

_ إن مشكلة العزلة أيتها الأخت سببها عندك العكوف على مجال واحد، فإذا خرجت من هذه الدائرة سهل الأمر عليك كثيرا كما أوصيك بدوام التضرع لله تعالى، أن يكشف الله عنك ما ألم بك وثقي أن الله لا يخذل عبدا احتمى به.

أسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأشكر لكِ تواصلك مع إسلام ويب.