السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة منذ شهرين، تزوجت على أمل ومفهوم أن الزواج سكن ومودة ورحمة، وأن يرزقني الله ذرية صالحة، خاصة وأنا مدركة أني في سن حرج ربما تقل فيه نسبة الإنجاب.
في البدء تأخرت في زواجي لظروف العمل، لأني من أسرة بسيطة، وكانت الأولوية أن أعمل وأعيل الأسرة، وبالتالي علي أن أؤجل الزواج والإنجاب طالما أني صغيرة في عمري، لكن لم تسهل ظروفي، وسرقني الوقت، أعتقد أن اللوم يقع علي وحدي، وهذا الوضع نتج عن خياراتي وقناعاتي، لذا تحملت اللوم وسأتحمل تبعاته.
الآن أنا متزوجة، وتعقدت ظروفي المادية والمهنية أكثر وأكثر، ولكني الآن واعية لأولوياتي، وهي أني لا بد أن أستقر مع زوجي الذي يحبني وأحبه، وأيضا بداخلي اشتد نداء الأمومة، وأعرف إذا لم يكن الآن علي التفكير بالإنجاب فلن يكون متاحا ذلك أبدا بعد الآن.
لكن من جديد لا مال ولا عائد يكفينا، وزوجي لن أراه إلا في الإجازات أو المناسبات، ممكن 15 يوما كل سنة إلى أن يتحسن وضعي المادي، ويحصل نوع من الاستقرار المادي، لأتمكن من السكن والاستقرار مع زوجي.
زوجي متزوج، وله أبناء، وبوضع مادي بسيط لن يكفينا، ويعيش ببلد أوروبي لا يعترف ولا يقبل بوجود الزوجة الثانية، وأنا الآن ببلد أوروبي آخر غير البلد الذي يعيش فيه زوجي بغرض الامتحانات والبحث عن عمل، وهذا يتطلب فترة طويلة.
يتملكني حزن غريب، نسبة لظروفي الغريبة، وبالفعل فأنا مشتتة بين خيارات صعبة، خيار أن أقبل بهذا الوضع إلى أن يجعل الله لي مخرجا بإيجاد عمل مستقر في أي بلد عربي أو أوروبي لأتمكن من العيش.
فكرة الزواج حقيقة واقعة، لذا أصبح زواجي واستمراره واستقراره مرهون بوجود عمل ووضع مادي كافي، والآن أحاول إيجاد عمل في أوربا وفي بلاد عربية مثل قطر والإمارات (حيث أنني صيدلانية).
أحيانا أفكر، هل كان اختياري سليما؟ ولماذا لم أختر رجلا متفرغا لي، تسمح ظرفه أن أعيش معه أو يعيش معي وأحقق معني السكن والمودة والرحمة، وزيادة الأمل في أن أكون أما.
ولم أفكر في حياتي في أن يكون زوجي ثريا، ولكن لا أعرف كيف يمكن أن نجتمع، وأن تهدأ نفسي وألا يهددني شبح الفراق، ولا يرهقني حسابات وثمن الاستقرار.
وكلمة حق تقال لم يبخل زوجي علي، ولم يتأخر علي، بالرغم من وضعه المادي البسيط، لكن من جديد ظروفي جدا عصيبة وغريبة، ويتملكني وهم أن الطلاق واقع لا محالة، وأن زواجنا ليس أبديا كما تنبأ له الجميع.
إذن من جديد علي البحث عن عمل، ووضع مادي مستقر، وأخشى من جديد أن يكون الثمن غاليا، وهو أني في زحمة البحث عن وضع مادي جيد أن يضيع العمر، وتضيع أمومتي ويضيع كل شيء.
أتساءل: لماذا البحث عن الاستقرار مكلف ومضني ومتعب؟ ولماذا يحتاج عشرات السنين؟
أمي وأبي وأخواتي ما زالوا يعتمدون على راتبي وهو غير كاف، وزوجي يري أن أتوقف عن الصرف عليهم حتى نستعين براتبي في مواجهة الحياة.
وفعلا نحن بحاجة لراتبي، لكن رأيت أن الأولوية في راتبي لأبي العجوز وأمي، مما جعل زوجي في حالة شجار معي، وأني لم أضعه في أولوياتي، وأني غير مهتمة بتأسيس حياة مستقرة معه.
أنا حزينة! ولا أعرف كيف أحدد الأولويات؟ وكيف نصل لحد الكفاية؟ وكيف أعرف معنى الاستقرار.
وشكرا.