السؤال
السلام عليكم.
بارك الله فيكم على هذا الموقع المميز.
أنا طالب بكلية الهندسة الكهربائية سنة ثالثة، حياتي تملؤها الفرحة والبهجة والسرور بكل ثانية وكل وقت.
أنا شخص رياضي من الدرجة الأولى، أمارس كرة القدم، وكمال الأجسام، وأتمتع -بفضل الله- بجسم قوي, ومفتول, ووسامة حسب كلام الأهل والأصدقاء.
مشكلتي أني قبل 6 أشهر من الآن قمت باستخدام مكمل غذائي لكمال الأجسام، ووظيفة هذا المكمل إعطاء الطاقة قبل التمرين، وهو يتكون في معظمه من الكافيين، قمت باستخدام هذا المكمل لمدة شهر بدون أي مشكلة، ولكن بعد شهر من الاستخدام وجدت أن هذا المكمل بدأ يفقد فعاليته، ولم يعد يعطني الطاقة، فقمت بزيادة الجرعة في ذلك اليوم وكان كل شيء طبيعيا، وشعرت بطاقة ونشاط، ولكن بعد 30 دقيقة شعرت بدوخة وزيادة رهيبة بضربات القلب, وخوف لا أستطيع وصفه، حتى أني أخجل من نفسي عندما أذكر لك أني شعرت بالخوف!
ووقتها شعرت أنها النهاية, فهرعت إلى غرفة الطوارئ, وشرحت لهم الأمر, وقالوا لي: إنك على ما يرام، فلم أوافق، وطلبت تخطيط القلب, وكانت النتيجة أني سليم -بفضل الله-.
ولكن ضربات القلب استمرت معي ليل نهار لمدة شهرين، بعد ذلك كنت تائها، لا أعلم ما بي؟! وصاحبها دوخة, وقلق, وخوف من الموت في أي لحظة، فقمت بزيارة الأطباء من جميع التخصصات، وأجريت جميع الفحوصات, وكلها سليمة، نصحني أحد الأطباء بمراجعة طبيب نفسي فلم أوافق، وقلت: إن ما بي ليس نفسيا، ولكن بعد أن وجدت أن صحتي الجسدية سليمة -بفضل الله- قررت مراجعة طبيب نفسي، وقال لي الطبيب: إن مشكلتي هي الهلع والتوتر، وعرض عليّ علاج سيبرالكس لمدة شهرين فأخذته، وبحكم أني طالب هندسة ومطلع، وأحب أن ألمّ بالمشكلة من جميع النواحي، فقمت بالبحث في الإنترنت عن الهلع، ووجدت الكثير من الكلام، وقرأت أيضاً عن الأمراض النفسية كالفصام, والإعاقة العقلية فشعرت بالخوف منها، وأصبحت أخاف أن أصاب بها, أو أن أصبح مجنونا، وأصبحت تأتيني أفكار غير عقلانية أخجل من ذكرها، ذلك كله حدث خلال الشهرين الذين استمررت بهما على الدواء.
كانا أصعب شهرين في حياتي، فشهيتي سدت، ولم أعد أهتم بالرياضة, ولا بشيء، وأصبحت أفكر كثيرا, ولا أنام، وأحس أني ضائع، وكأني في حلم، وشهوتي الجنسية صفر!
في نهاية الشهرين نظرت إلى نفسي في المرآة, وقلت: إنه يجب أن أضع حدا لهذا فتركت الدواء، ومن يومها إلى اليوم وأنا أشعر بتحسن رهيب، والابتسامة عادت إليّ, ورجعت إليّ حياتي السابقة بالتدريج, وكأنّ شيئا لم يكن!
ما أريده منك -يا أستاذي- أن تعلمني ما الذي حدث؟ وهل أنا عاقل أم أني أعاني من مشكلة؟ وهل هذه حالة عابرة؟
أنا أثق بكم وبرأيكم -يا أساتذتي- مع السلامة.