السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا في وسوسة في موضوع الكلام، حتى إني لا آخذ راحتي في الكلام، فكل كلمة أفسرها، وما إلى ذلك! أنا لو سلمت بلهجة أخرى لا أقصد الاستهزاء بالسلام، فما حكم ذلك؟ مع العلم أني أفعل ذلك لإضحاك الآخرين!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا في وسوسة في موضوع الكلام، حتى إني لا آخذ راحتي في الكلام، فكل كلمة أفسرها، وما إلى ذلك! أنا لو سلمت بلهجة أخرى لا أقصد الاستهزاء بالسلام، فما حكم ذلك؟ مع العلم أني أفعل ذلك لإضحاك الآخرين!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبًا بك أيها الأخ الكريم في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يمنَّ عليك بالشفاء من هذا الداء العضال، داء الوسوسة، فإنه من شر الأدواء التي إذا تسلطت على الإنسان أفسدت عليه دينه ودنياه، ولذلك فنصيحتنا لك أيها الحبيب أن تأخذ الأمر بجد وتسعى بحزم في سبيل التخلص من هذا الداء.
لا علاج لهذا الدواء مثل الإعراض عنه، وعدم الاسترسال مع الوساوس، فلا ترتب عليها شيئًا ولا تلتفت إليها، وإذا جاهدت نفسك على هذا السلوك فإنك بإذن الله تعالى ستتخلص منها بأسرع حل، وقد جرب الموفقون كما ذكر العلماء هذا العلاج فاستفادوا منه كثيرًا -ولله الحمد-.
نصيحتنا لك أن تُعرض عن الوسوسة ولا تأبه بها ولا تلقي لها بالاً، فكلما حاول الشيطان أن يوسوس لك بأنك قلت كذا أو كذا فلا تلتفت إلى ذلك، وكلما أعرضت عنها كلما تحسنت بإذن الله تعالى، وكن على ثقة بأن الله تعالى لن يؤاخذك ولن يحاسبك على مجرد حديث النفس، وما يحاول الشيطان أن يجريه على قلبك أثناء الكلام.
أما مسألة السلام إذا سلمت بلهجة أخرى فإن ذلك ليس فيه إثم، ما دمت لا تقصد الاستهزاء بكلمات السلام، وهذا بعيد من المسلم أن يصدر منه أن يستهزئ بالله تعالى، ومن ثم فلا تلقي بالاً أيضًا لما يحاول الشيطان أن يُلقيه إليك من الهم والحزن بسبب ما كان منك من التلفظ بكلمات السلام على تلك الهيئة، ولكن ينبغي لك أن تتجنب هذا الأسلوب فرارًا أولاً من أن تقع في شِرَك الشيطان وشِباكه، فيستغل ذلك بالوسوسة إليك بما لا يُحمد.
ثانيًا أيضًا للفرار من الوقوع في محذور قد يجره الكلام، فحاول أن تجري على عادة الناس في السلام فتسلم بالألفاظ المعروفة على الطريقة المعروفة، وكن جادًا في هذا الباب، فإن فعلت فإنك ستُشفى بإذن الله تعالى مما أنت فيه.
نسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه.