الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس انتقال الرعشة... فهل هي معدية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 21 سنة، عندي رهاب اجتماعي وارتباك عندما ينظر الناس إلي، لكن هذه المشكلة أقدر بفضل الله أن أتجاوزها، لكن المشكلة أن عندي صديقاً لي يعاني من رعشة قوية منذ الصغر إلى وقتنا هذا، كنت أجلس معه بشكل يومي، وفي يوم من الأيام جاء أخي وقال لي صديقك يعديك برعشته، وقتها بأسبوع كامل وسوست وصرت أغتسل أكثر من مرة، وأفكر في جلساتي معه هل أعداني أم لا؟!

كلما أستيقظ من النوم أنظر إلى يدي هل أرى رعشة أم لا؟ وكل يوم أقول الحمد الله لم يعدني، لكن وسوست، بعد فترة كلما جئت أفتح باب سيارتي أو أصك غطاء قلم تجيئني رعشة مع ربكة! وإذا كنت وحدي هذه الأشياء أعملها بدون رعشة، لكن إذا أحد نظر إلي تأتي الرعشة، وبسببها رفضت من أكثر من وظيفة، وكنت آخذ قلماً من زملائي وأرجعه بتقسيط القلم ثم الغطاء على أساس نسيت الغطاء، وأنا أدرس كلية، فإذا صار درس عملي صرت لا أحضر المحاضرة! وأنا بصدد أن أفصل بسبب هذا الشيء، وتعبت كثيراً.

يوجد علاج معين آخذه على الأقل في محاضراتي العملية، يهدئ من الربكة والرعشة، علماً أنه عندما ينظر الناس إلي فقط وحدي لا يحدث شيء.

وأتمنى توضيح مشكلتي وعلاجها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أنت تعاني من درجة بسيطة جداً من قلق الرهاب، لكن المشكلة أنه حدث لك ما نسميه (بالتماهي) أو التأثير الإيحائي، وذلك من خلال ما يحدث لصديقك، ومن ثم أخوك قام بتعضيد وتقوية المخاوف لديك، وذلك من خلال ما ذكره لك أن نوعاً من العدوى سوف تصيبك من صديقك، وهذا ليس صحيحاً.

أرجو أن تتجاهل هذا الفكر تماماً، وفي ذات الوقت حاول أن تنصح صديقك بأن يذهب ويقابل الطبيب من أجل العلاج، لأن هذه الحالات يمكن علاجها تماماً، إذن أنت محتاج فقط لأن تتجاهل ما قاله لك أخوك، ولا تتأثر بهذا الصديق أبداً، حالتك إن شاء الله تعالى هي حالة مستقرة جداً.

أنت مطالب بأن تتفاعل اجتماعياً أكثر، وأن تكون أكثر ثقة في نفسك وأن تحقر فكرة الخوف، لابد أن تغير من نمط حياتك، وذلك من خلال توسيع شبكة تواصلك الاجتماعي، كن دائماً في الصفوف الأولى في كل شيء في الصلاة في الدراسة في مجاملة الناس ومشاركتهم، وفي مناسباتهم الاجتماعية حين تقابل الناس انظر إليهم في وجوههم، وابدأ بالتحية وحين تحيي حيّ بتحية أفضل منها.

اعلم أن تبسمك في وجهة أخيك صدقة هذا علاجات عظيمة إذا أخذنا بها، وأرجو أن تكون حريصاً على ذلك، نصيحتي لك هي تطبيق تمارين الاسترخاء فهي مفيدة لإزالة القلق والمخاوف 2136015.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فهو مفيد لكن التركيز على التعليمات السلوكيات أفيد، ومن الأدوية التي يمكن أن تتناولها عقار أندرال، هذا يعالج الأعراض الجسدية للمخاوف، وجرعة الاندرال المطلوبة (10غ) صباحاً ومساءً، ولمدة شهر ثم (10غ) في الصباح لمدة شهر آخر ثم يتم التوقف عنه، ويمكن استعماله عند اللزوم، أي حيال أي موقف يتطلب المواجهات مثل حضور المحاضرات أو تقديم عرض أمام الآخرين، وفي مثل هذه الحال يمكن تناول الاندرال بجرعة ( 20غ) ساعتين قبل النشاط اللقاء الاجتماعي، الأندرال دواء بسيط وسليم جداً .

أقترح عليك تناول دواء (باروكستين) فقد تكون مردوداته العلاجية أفضل بكثير من الاندرال، هذا يعرف باسم (باروكستين) ويسمى في أمريكيا (باكسال)، واسمه التجاري الآخر هو (زيروكسات) في بعض الدول وأنت متحاج لتناوله بجرعة (10غ) ليلاً، تناولها بعد الأكل وبعد أسبوعين اجعلها حبة كاملة (20غ) تناولها بعد الأكل ليلاً ولمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر ثم حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر ثم توقف عن تناول الباكسال.


أسأل الله لك العافية والشفاء.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً