الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفكير وقلق وخوف من فقدان أمي...كيف أتخلص من هذا التفكير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة جامعية, غير متزوجة, إنسانة مسئولة, هادئة, أتجنب الاحتكاك بالناس كثيرا, أفضل دائما العلاقات البسيطة دون التعمق أو التدخل في شؤون الغير.

ما يقلقني: "أني أخاف أن أفقد والدتي" انفصلت والدتي عن والدي، وأنا في سن 12 تقريبا، لدي 5 إخوان من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 42 سنة إلى 31 سنة و3 بنات، أنا أكبرهن، تحملت والدتي مسؤوليتنا، علما أن ثلاثة من إخوتي عاطلون عن العمل، ومشاكلهم كثيرة.

والدتي تحمل عبئا كبيرا وضغوطا كثيرة بسبب تصرفات إخوتي، ومشاكلهم التي لا تنتهي، يسيطر علي الخوف من فقد والدتي، وما سيكون مصيري أنا وإخوتي.

أريد أن أتخلص من هذا التفكير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إخلاص حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على السؤال والكتابة إلينا.

موضوع الرهبة أو الخوف صعب لما يمكن أن يعاني منه الإنسان، وبالرغم من إيمان الشخص بقضاء الله وقدره، وبالرغم من تسليمه لما يختاره الله له، فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان ببعض الخوف هنا أو هناك، وهذا ليس بالضرورة يتعارض مع الإيمان والتوكل، لأن الخوف والرهاب لا يعرف المنطق في كثير من الأحيان.

أنا أرى في خوفك من فقدان والدتك مؤشر على قوة علاقاتك وارتباطك بهذه السيدة الفاضلة التي أشرفت على تربيتك وإخوتك وأخواتك، ولا شك أن هذا دليل الحب والوفاء، واسمك "إخلاص" فماذا تتوقعين غير هذا؟!

والسؤال هنا كيف نحول خوفك من فقدانها، حفظها الله، كيف نحول هذا التخوف لطاقة إيجابية، وكيف نحولها لعمل إيجابي، ونخرج من الإطار السلبي لهذا التخوف.

والطاقة الإيجابية والعمل الإيجابي هو بحسن العلاقة معها، وقضاء الوقت الإيجابي معها، والعيش قدر الإمكان بالشكل الطبيعي أو القريب من الطبيعي.

ومما يعينك ربما على تخفيف هذا التخوف أن تتركيه لشأنه، ولا تبالغي في محاولة التخلص منه، وإلا فإنه سيزداد شدة وصعوبة، وأحيانا عندما نترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي، فأنها تخف ولا تعود بنفس الشدة المؤلمة.

وأرى أن عملك في التدقيق، والغالب أنك تهتمين بالأمور الصغيرة أكثر من اهتمامك بالأمور الكبيرة، ولذلك فأنت دائمة التفكير بكل ما له علاقة بوالدتك وحياتها.

حفظ الله والدتك، وحفظك الله، ومتعكما ببعضكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً