الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس لي هدف في حياتي وأصابني الإحباط، فماذا أفعل؟

السؤال

مشكلتي هي عدم وجود هدف في حياتي، عدم الاستفادة من فرصة الحصول على جامعة، عدم الجد والاجتهاد في تخصصي، التركيز على أهداف أخرى مثل الزواج، والضياع في مشاهدة المشاهد الإباحية، ثم التوبة لكن الحزن والألم موجود، أصبحت أفكر في الشهوة، لم أعد أعبأ بعائلتي والمحتاجة لي، ولأمي التي ربتنا، كل هذا يجعل في قلبي الحزن، بالنسبة الجامعة يمكن لأني حصلت عليها مجاناً بالحظ لأن نسبتي في الثانوية كانت 73 فلم أعد أشعر بقيمتها.

أنا الآن في السنة الثالثة ولم أتي في حياتي بتقدير A ، هذا حطمني كثيراً وجعل اليأس في قلبي، مجموعي ينزل أنا لا أقدر أن أرفعه إلا بإعادة مواد، والمشكلة أني لا أجد العمل، وعائلتي دخلها قليل، لذلك صرت أفكر بالزواج وزوج يعطني المال وينفق على عائلتي، ودخلت تخصص لا أحبه، ولكن هو ليس صعباً، مشكلتي اللغة الإنجليزية، أيضاً أشعر إلى حد الآن أعاني ضعف فيها، هي سبب الإحباط عندي واليأس من الدارسة، صرت أدخل الامتحانات وأنا لا أدرسها بشكل جيد، لكن عندما آتي بدرجة قليلة أحزن كثيراً وأبكي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noor Ali حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونبشرك بأن التوبة هي الطريق والبداية الصحيحة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يستخدمك في كل أمر يُرضيه، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونتمنى أن تنظمي وقتك، وتجتهدي في دراستك، وتغتنمي هذه الفرص، وإذا شغلك الشيطان بالمشاهد الإباحية وبالذكريات السيئة فجددي التوبة، وجددي الرجوع إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الإنسان فعلاً بحاجة أن يكون له هدف، وأن يكون هذا الهدف أيضًا مناسبا لقدراته، وعليك كذلك أن تحشري نفسك في زمرة الصالحات الناصحات، وأن تصادقي المجدَّات من أجل أن تستفيدي منهنَّ.

وأعتقد أن إنسانا وصل لهذا المستوى من الدراسة يستطيع أن يعالج الإشكالات الموجودة عنده، لأنك ولله الحمد في مرحلة عمرية كبيرة، وهذه الاستشارة تدل على أنك ناضجة، وعلى أنك عاقلة، وعلى أنك أيضًا وضعت يدك على مواطن الخلل والنقص، وإذا نجح الإنسان في أن يضع يده على مواطن الخلل فإن هذه هي البداية الصحيحة والمهمة جدًّا في خطوات العلاج والعودة إلى الصواب.

فاحرصي على أن تكوني دائمًا إيجابية، ولا ترجعي إلى الوراء، واعلمي أن الزواج يأتي بقدر، ولكن الإنسان عليه أن يمضي في العمل ويفعل الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

أما بالنسبة للوالدة فاجتهدي في برها، واحرصي أيضًا على التخفيف عليها، ونسأل الله أن يعينك على تعويضيها ومساعدتها، هو ولي ذلك والقادر عليه. ولا شك أن الدراسة الناجحة والترتيب في أمر الدراسة والاهتمام بها يرفع نسبة الإنسان، فأي إنسان يستطيع أن يرفع نسبة باجتهاده بعد توفيق الله تبارك وتعالى.

واضح من الاستشارة أنك أيضًا تعرفين أسباب الهبوط لأنك لا تذاكري ولا تجتهدي، ولأنك تنشغلين بأمور أخرى، هذه الأمور الأخرى لا تشغلي نفسك بها، والآن اجعلي الهدف أن تنشغلي بالدراسة وبإتقان هذا العمل، مهما كانت اللغة صعبة، مهما كانت الدراسة صعبة، فإن الإنسان إذا رتب وقته وأدى ما عليه ورتب المذاكرة، وطلب المساعدة من الفاضلات الصالحات – من زميلاتها – ومن الجامعة وممن حولها، فإنها عند ذلك تستطيع أن تتجاوز مثل هذه العقبات.

وهذا الإنسان إذا وضع هدفًا واستعان بالله تبارك وتعالى فإنه يبلغ تلك الأهداف بسهولة، ونحن على ثقة أنك تستطيعين أن تغيري هذه النتيجة بقليل من الاجتهاد، وقليل من ترتيب الوقت، وقليل من تنظيم المذاكرة، وقليل من التعاون مع النجاحات، وأن تحشري نفسك في زمرة الصالحات، وأن تتوجهي إلى رب الأرض والسموات سبحانه وتعالى.

وأرجو أن تكثري من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) وعليك بالاستغفار، وتجنبي الخطيئة والذنوب، فإن الأمر كما قال ابن مسعود: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم)، وإذا صعبت عليك المسألة فأكثري من الاستغفار والاستغفار والاستغفار، كما كان يفعل شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا من فقههِ - رحمة الله تعالى عليه – لأننا نُحرم الخير والتوفيق بذنوبنا.

فإذا استغفر الإنسان كان أهلاً للإجابة والخير، فإذا صعبت عليك مسألة فأكثري من الاستغفار، وعند ذلك يأتيك الخير والتوفيق من ربنا الواحد القهار سبحانه وتعالى، وإذا وجدت فرصة لخدمة الضعفاء فكوني في حاجتهم، واعلمي أن الله سبحانه وتعالى يكون في حاجة الإنسان طالما كان في حاجة إخوانه.

ونتمنى أن نسمع عنك الخير، وأرجو أن تنظري للحياة بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، واعلمي أن الزواج وأن الأمور الأخرى يُدركها الإنسان، ولكن ندعوك إلى أن تتقني ما بين يديك من الدراسة، والاجتهاد، وأعتقد أنك في السنة الثالثة ولم يبقى أمامك إلا القليل، ونوصيك بتقوى الله تعالى، فإن الإنسان يزداد علمًا بتقواه لله تعالى، قال تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله}.

وللفائدة راجعي علاج الشعور بالتوهان والضياع: ( 278493 - 2117098 )، وعلاج الإدمان على المواقع والقنوات الإباحية: ( 254209 - 267956 - 2111746 ).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً