السؤال
السلام عليكم.
أعاني منذ أن كان عمري ست سنوات حالة من الخوف والرعب وفقد الأمن تماما, الأمر الذي لم أجد له تفسيرا.
كانت تراودني أفكار مؤلمة, كفقد أمي, أو أبي, وغيرها من الأفكار السوداء الكثيرة, كانت قادرة على السيطرة علي تماما لتدخلني في حالة من الحزن الشديد, والخوف والبكاء المستمر, والإحساس بالوحشة, رغم تواجدي بين أهلي.
ربما كان سبب ذلك انصراف العناية بي؛ لاهتمام أمي بأخي الأصغر مني بسنة, كما أني كنت أخضع لقسوة العاملة في المنزل.
وأثناء المدرسة كان خروجي لمجتمع مختلف الأكثر رعبا ووجعا, كنت أبكي بشدة لخوف يعتصرني من المجتمع الجديد, وعندما تسألني أمي: ما بك؟ كنت أتحجج بوجع في بطني, أو بآلام أسناني, فكانت تحتويني أحيانا, وتضربني أحيانا أخرى؛ ظنا منها أني أهرب من التزام المدرسة والدروس؛ فأفقد بقايا الأمان.
كبرت واعتدت المجتمع, ورحل عني الخوف, ربما بعد ما أفقدني طعم الحياة, أعيش لأني حية فقط, لكن لا أرغب في العيش, صارت الأوقات خالية من الخوف المرضي, لكني أجد أني فريسة سهلة جدا للاكتئاب.
أبسط الأمور قادرة على جعلي أعيشه, كما أني متأهبة تماما لاستقبال الأفكار السلبية, والمشكلة الأكبر أني الآن بلغت عمر الثلاثين سنة, وأعاني من فوبيا الزواج, وبمجرد معرفتي بتقدم خطيب لي يتلبسني خوف يخرج عن مستواه الطبيعي, ويملؤني رعبا لا يوصف.
يتملكني شعور بأني بالزواج سأصل لمرحلة الانهيار الذي أخشاه دائما, وأنا صدقا لا أعرف السبب لكل ذلك الخوف, خصوصا من فكرة الزواج, فكنت دائما أرفض وأجد محاربة قاسية من الجميع, خصوصا أني لا أملك سببا منطقيا لكل هذا الرعب.
ما عدت أحتمل بصدق, ولا أستطيع زيارة طبيب نفسي؛ لأن أسرتي لا تؤمن بالمرض النفسي.
ولي -بارك الله- فيكم سؤال أخير: جدي توفي منتحرا, فهل الاكتئاب وراثة؟
أرجو مساعدتكم, فأملي الوحيد بعد الله فيكم, أثابكم الله أعالي الجنان, وأزاح عنكم كل هم كساكم.