السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البدء أحببت أن أشكركم جزيل الشكر، وأدعو لكم بالخير والتوفيق في الدنيا والآخرة على مجهودكم في إسعاد الناس، وحل مشاكلهم، أسعدكم الله دوما.
أما بعد: فقد نشأت في عائلة كان تسلسلي فيها ما قبل الأخير من الأبناء وعمري الآن 38 عاما، وكنت أعاني في الطفولة من التبول اللاإرادي، وكانت والدتي تسمعني أشد الألفاظ النابية قساوة، وتضربني، ولذلك سحقت نفسيتي، ونمت في داخلي الكآبة والحزن منذ الطفولة، ولحد الآن.
وعانيت كثيرا بسبب قساوة الظروف المعيشية، وعملت كثيرا منذ أيام المراهقة، وحتى في كلية الهندسة، وتحملت الكثير الكثير من الضغوط النفسية، ومن الكآبة والحزن، مع استمرار التبول اللاإرادي، وأصبحت أوسوس خائفا لدرجة الجبن.
مع العلم أنني ذكي جدا، وبارع، ودائما أكون بارزا في مجال العمل، ولله الفضل والحمد والشكر، وقد راجعت أطباء نفسيين وعضويين، وتناولت الكثير الكثير من الأدوية، كأنني حقل تجارب، وأصبت بالهلوسة الليلية نتيجة شدة الأدوية أو خطأ الوصف العلاجي، والله يعلم شدة الكوابيس ورعبها الذي عانيت منه، وكنت أصرخ مستيقظا من شدتها.
وبعدها قال نفس الطبيب أنني أعاني من الصرع، وتناولت أدوية علاج الصرع أيضا، وتركت العلاج السابق، ولكن بعد فترة فقدت ثقتي بهذا الطبيب، وراجعت طبيبا آخر قال لي أنني لا أعاني الصرع، ووصف لي أدوية من ضمنها (مينيرين Minirin) بخاخ، وكان مفيدا جدا، ولكني تركته بعد سنة أملا بأني قد شفيت، لكن للأسف رجعت نفس الحالة من التبول اللاإرادي، مع الرعشة أو (النتلة) الكهربائية التي بدأت تنتابني منذ أيام الهلوسة نتيجة العلاج السابق، وقد عزفت عن الزواج لفترة معينة بسبب سوء حالتي النفسية والصحية المخجلة المحرجة الأليمة.
بعدها وخلال 4 أعوام تقريبا طلبت يد أكثر من 6 فتيات، لكن تم رفضي أو أن الفتاة لا تتزوج لسبب معين، وفتيات أخريات لا أعرف لماذا لم أستطع إقناع نفسي بهن، رغم شدة الضغط على نفسي، ومحاولة إقناع ذاتي أن إعجابي بشكلهن ليس ضرورة، وإن لم أكن مقتنعا على الأقل بالحد الأدنى من القبول بشكلهن، وقد بلغت مرحلة اليأس، ولم تعد في محيطي من تناسبني من حيث ما أرغب من عمر أو شهادة.
الآن أحب فتاة، وهي تحبني، لكن المشكلة أنني خائف من عمرها، فهي في الـ 35، وأنا خائف من أنها قد لا تنجب أو تنجب طفلا ذو نقص ولادي، وبهذا سوف أعاني الألم والحسرة والندم وقتها، وأقول مع نفسي لماذا تزوجتها مع علمي بعمرها، ومشاكل الإنجاب مع هكذا سن.
أنقذوني؛ أستحلفكم بالله ماذا أفعل؟ لقد خسرت حياتي، وعانيت كثيرا لدرجة التفكير بالانتحار، فهل يوجد دستور للسعادة والراحة الفكرية في الحياة؛ لكي أسلكه فأشعر بالسعادة؟ أم يجب أن أسلك طريق المنطق عند الاختيار؟ كيف أحكم على الاختيار أنه صائب أم لا؟ لماذا لا نستطيع اتخاذ قرار مصيري أحيانا؟ أم أن عقلي الباطن يحس ولا يقبل ما لا يوجد في قاموسه من محبذات وثوابت ومخيلات عن السعادة؟ هل الحب أفضل من الأطفال؟ هل يجب أن أقلد الناس بالتفكير مثلا بضرورة وجود الأطفال كمصدر للسعادة؟ ماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني، فلم أعد أستطيع تحمل نفسي والحياة أكثر من هذا.
وفي الختام أكرر دعواتي لكم بالخير، والتوفيق والسعادة.