الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا للقلق والرهاب الاجتماعي يناسب المرضع في الشهور الأولى

السؤال

السلام عليكم.

أنا امرأة متزوجة، ولدي 3 أبناء، عمري 27 عاما، لا أعرف من أين أبدأ، فمشاكلي وهمومي كثيرة جدا، أنا كثيرة التفكير والقلق، ولا أستطيع أن أعبر عما في داخلي، بل لا أستطيع التحدث بطلاقة، لدي رهاب اجتماعي فيستحيل أن أدخل مجلسا بأريحية تامة، لا أستطيع أخذ نفس عميق، وعندي صعوبة في بلع ريقي، وقد تمر الساعة بدون بلع ريقي، وجهي يحمر على أتفه الأسباب، سواء في المدح أو المزح، وعندما أتحدث مع شخص أحس أن عقلي خالٍ، وليس عندي كلمات أربطها ببعض، ولا أستطيع النظر في عينيه طويلا، وعند حضور المناسبات أجلس على أعصابي حتى تنتهي المناسبة، وعندما أرجع أجلس أفكر في كل حركة وكلمة قلتها أو قيلت لي، وأجلس بالساعات وخصوصا في الليل، ولا أستطيع النوم ليلا من شدة التفكير، أشد على أسناني بقوة ويكاد فكي ينكسر من شدة الضغط، أطرافي باردة ولا أتحمل البرودة البسيطة، وعندما أتحدث في الهاتف وغيره ريقي ينشف وصوتي يتقطع، وعندما أقوم بعمل ما أمام الناس أحس أنهم يراقبونني، دائما مزاجي متعكر ولا أحس بطعم السعادة والفرح.

لدي مشاكل مع زوجي، ولا يمر اليوم واليومان إلا ونمرّ بمشكلة، وأخشى ما أنا فيه بسبب المشاكل، أعصب وأغضب كثيرا على أبنائي وأرفع صوتي عليهم وأضربهم، دائما أخبر زوجي أن نفسيتي متعبة وأحتاج لطبيب نفسي، يرفض زوجي لاعتقاده أني أوسوس، ذهبت لعيادة نفسية دون علمه وأخذت علاجا، وارتحت كثيرا، لكن لم أستمر عليه بسبب ظروفي وحملي، علما بأن لدي خمولا في الغدة الدرقية، وآخذ حبوب الثيروكسين 125، والآن أفكر كثيرا في أخذ حبوب نفسية تريحني مما أنا فيه، لكن لدي طفل رضيع عمره شهران.

أحتاج مساعدتكم، فأنا ليس لي أحد بعد الله إلا أنتم، لا أحد يعلم بحالتي إلا الله، أبكي كثيرا، ولا يمر يوم إلا وأنا أبكي فيه على حالي، لدي ذكريات مؤلمة وماض قاس جدا وذنوب لا يعلمها إلا الله، لكن -ولله الحمد- تبت توبة نصوحا، وأدعو الله أن تقبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيم الفجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جملة ما ورد في رسالتك يدل أن شخصيتك حساسة بعض الشيء، وهذا أدخلك في دائرة من القلق الاكتئابي البسيط، ومن الواضح أنك سلبية المشاعر بعض الشيء، وهذا أفقدك الشعور بطيب الحياة التي أنت فيها، فأنت امرأة صاحبة نعمة - بفضل الله تعالى -، متزوجة، ولديك الذرية، ولا بد أن تكون لك أمور إيجابية كثيرة جدًّا في حياتك.

من أهم وسائل علاج الاكتئاب - أيتها الفاضلة الكريمة - شديدًا كان أو بسيطًا، هو أن نُغيِّر من أفكارنا، وأن نحدّ من مشاعرنا السلبية، فحاولي أن تستبدلي كل شعورٍ أو فكرٍ سلبي بما هو إيجابي، ومن نعم الله علينا أن كل شيء -شعورا كان أو فكرة أو شيئا مادي- له ما يقابله، فتخيّري لنفسك الفكرة الجميلة، عيشي على الأمل، على الرجاء، اهتمي بتربية أولادك وزوجك، واحرصي على أمور دينك، ستجدين - إن شاء الله تعالى - أن الأمر فيه سعة كبيرة جدًّا.

أتفق معك أن العلاج الدوائي في حالتك مهم، ونعرف أن فترة ما بعد الولادة كثير من النساء قد يُصبن فيها بشيء من عسر المزاج، ونحن نعتبر فترة النفاس عامًا كاملاً هي الفترة التي قد تنتاب فيها المرأة شيء من عدم الارتياح.

تشاوري مع زوجك الكريم، وتحدثي معه مرة أخرى، وقولي له أن حالتك - الحمد لله - بسيطة، لكنها تستحق المساعدة، وأعتقد أن تناولك لدواء مثل (زولفت) هذا اسمه التجاري، واسمه التجاري الآخر (لسترال) ويسمى علميًا (سيرترالين) سيكون أمرًا جيدًا، خاصة أن هذا الدواء سليم نسبيًا بالنسبة للرضاعة، لكن قطعًا إذا كان عمر الطفل أقل من أربعة أشهر يجب ألا تستعملي أي دواء، أما إذا تخطى الطفل هذه المرحلة فالسيرترالين دواء سليم جدًّا.

جرعته هي نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا - يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفع إلى حبة كاملة، وهذه يمكن أن تستمري عليها لمدة ثلاثة أو أربعة أو خمسة أشهر، ثم تخفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

وكأمر تحوطي لا مانع أيضًا أن لا تُعطي الطفل الحليب الذي يتكون ثمانية ساعات بعد تناول الدواء، اشفطي هذا الحليب ولا تعطيه للصغير، وبعد ذلك يمكن أن تُرضعيه من الحليب الذي يتكون، وعمومًا عمر الطفل هو المهم، لأن كبد الطفل بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر يكون له المقدرة الفسيولوجية التي تمكّنه من استقلاب الأدوية وتمثيلها أيضيًا بصورة صحيحة، مما لا يؤثر على الطفل.

الحرص على توازن الغدة الدرقية مهم جدًّا، فكوني حريصة على تناول دوائك، وقومي بإجراء الفحوصات الدورية، لأن التوازن الهرموني يؤدي إلى التوازن المزاجي.

ختامًا: حياتك طيبة وجميلة، استشعري هذا الجمال، ولا تجعلي للفكر السلبي سبيلاً، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر gyuhg

    انااعانى من الاكتئاب والخوف الشديدبعدالولادة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً