الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب يعيقني عن الحياة وعن الدراسة

السؤال

شكرا لإدارة الموقع على حسن استقبال الأسئلة والردود الرائعة.

أرجو منكم الإفادة في مشكلتي: فأنا قاربت سن الثالثة والعشرين، ولا زلت أعاني من اكتئاب شديد لا أعلم سببه، يعيقني عن عمل أي شيء، جعلني أؤجل فصلا دراسيا وأمكث في البيت، رغم أنني في طب الأسنان، وزملائي تخرجوا وأصبحوا في امتياز، وكذلك جعلني لا أكلم أحدا من أصدقائي، ولا أسأل عن أحد منهم، ولا أخرج، فقط أجلس في البيت.

أرجوكم أفيدوني، فقد ذهبت كثيرا للأطباء ولا فائدة، اعتبروا رسالتي نداء استغاثة، فسوف يدمرني هذا الاكتئاب إذا ظللت هكذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في مثل حالتك دائمًا نحن ننصح بأهمية تأكيد التشخيص عن طريق المختص، هذا مهم جدًّا -أيها الفاضل الكريم-، فإن كنت بالفعل تعاني من اكتئاب نفسي – وأنا أرى أنه بالفعل لديك بعض المؤشرات – فهذا يجب أن يؤكد ويوثق عن طريق الطبيب النفسي المقتدر والثقة، بعد ذلك -إن شاء الله تعالى- سبل العلاج متاحة ومتوفرة، وهي تتطلب تعاونا ما بينك وبين الطبيب، ومن أهم سبل العلاج: أن تغيّر أفكارك، وأن تبدِّل مشاعرك، وأنت تملك -إن شاء الله تعالى- الإرادة لذلك.

من أسخف ما يسببه الاكتئاب هو إدخال الفكر التشاؤمي على الإنسان، وإشعاره بعدم الجدوى في كل شيء، لا.. هذا الفكر يجب أن يُغلق عليه، ويجب أن يُستبدل بفكر آخر، أنت شاب، حباك الله في هذا العمر الجميل القوة والطاقة النفسية والجسدية، أياما طيبة يجب ألا تضيعها في دهاليز ما يسمى بالاكتئاب، يمكنك أن تخرج من نطاقه وسطوته بأمور بسيطة كما ذكرت لك، وهي: التفكير الإيجابي، التوكل على الله، السعي، العبادة، ممارسة الرياضة، بر الوالدين، وتنظيم الوقت بصورة دقيقة، واستشعار أهمية العلم، هذا هو الطريق وهو ليس بالمستحيل أبدًا، فأرجو أن تسلكه.

الخطة العلاجية الأخرى قطعًا هي: أن تتناول علاجًا دوائيًا، ومن الأدوية الممتازة والفاعلة عقار (بروزاك) والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) ويسمى في مصر بـ(فلوزاك).

كثيرًا ما يكون العلاج الدوائي ليس ذا فائدة كلية؛ لأن الإنسان لم يصبر على جرعته، أو أن الجرعة غير صحيحة، فأريدك بالفعل أن تحتم على نفسك أن تصر على الالتزام بالجرعة الدوائية، وكما ذكرت لك سلفًا إن ذهبت إلى الطبيب فهذا أفضل، قد يصف لك الدواء الذي يراه، وإن لم تستطع الذهاب إلى الطبيب فأنا أرى أن عقار (فلوكستين) دواء جيد جدًّا وسليم جدًّا، والجرعة هي أن تبدأ بكبسولة واحدة، وقوة الكبسولة عشرين مليجرامًا، تناولها يوميًا بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم – وهذه هي الجرعة العلاجية – تستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

سيكون أيضًا من المستحسن والجميل أن تجري فحوصات طبية عامة لتتأكد من وظائفك الجسدية، وكما ذكرت لك سلفًا الرياضة، وتنظيم الوقت يجب أن تهتم بهما كثيرًا، واسعى لبر والديك، واجعل الصحبة الطيبة تأخذ بيدك، فالإنسان يحتاج لمن يعينه على أمور الدين والدنيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً