السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 23 عاما، وغير متزوجة، منذ 5 أشهر، توفيت خالتي بعد معاناتها مع المرض، وقد رأيتها وهي في سكرات الموت، وبعد وفاتها بكيت بصعوبة بالغة، ثم لم أبك لمدة ما يقارب الشهر والنصف، ولكني كنت أشعر بضيق داخلي.
والدتي كانت قد أصيبت بصدمة وهي في مثل عمري، وهي لا تزال تستخدم العلاج النفسي حتى الآن، ولكنها في مثل هذه الأزمات طوال حياتنا كانت تصاب بصدمة وتعاود العلاج، ثم تصبح أفضل -بفضل الله-، وكانت على وشك أن تصاب بهذه الصدمة مرة أخرى عند وفاة خالتي، ولكن -بفضل الله- تخطتها.
بعد حوالي شهرين من الوفاة كان وقت اختباراتي النهائية في الجامعة، وفجأة انقلبت حياتي، وأصبحت أخاف من الموت وكأني تذكرت وفاتها، وأخاف من المرض، وأخاف حتى أن يذكر اسمها، وكنت لا أستطيع النوم ليلاً، وأطلب من أمي أن تقرأ علي القران حتى أهدأ، حيث كانت تصيبني رعشة شديدة، وبروده في الأطراف، وخفقان سريع في القلب، ونقص وزني، وأصبحت لا أريد أن آكل، واشتد علي القولون العصبي، فظننته مرضا خطيرا، وذهبت للطبيب، وأجريت فحوصات وتحاليل، ولكني لم أثق به، فذهبت للاستشاري، وأجرى لي فحوصات، وأخبرني بأنني سليمة، وأنه مجرد تهيج خفيف في القولون نظرا لعصبيتي.
واستمر الوضع هكذا، حتى صارحت أمي بأني أخاف من الموت، وأريد أن أذهب لطبيب نفسي، وبالفعل ذهبت، ولكنها لم تفدني كثيرا، فقط سألتني ماذا يخطر ببالك؟ وأخبرتها الموت، فوصفت لي دواء لا أتذكر اسمه، ولكنها قالت لي بأنه مهدئ، وليس له أي أضرار جانبية، وتستطيعين إيقافه في أي وقت دون تدريج، لأن حالتك بسيطة، وكانت جرعته 5 ملي جرام، فأخذته لمدة يومين فقط، لأنه كان ينومني بطريقة غريبة، وبحثت على الإنترنت، فوجدته مهدئا ومنوما فأوقفته، لأنني لست بمجنونة، فأنا أريد التخلص من أفكاري ولا أريد منوماً.
انتهت اختباراتي، وذهبت للعمرة، ولا أخفيك أني كنت بأفضل حال داخل الحرم، وحدثت لي حالة الرعشة فقط مرة واحدة، وأنا بالفندق، ولكني كنت أستطيع أن أنام بمفردي –والحمد لله-.
أنا الآن لا أعمل، وأسهر طول الليل، ولا أنام حتى يأتي النهار، ولا أخفيك بأني لا أريد النوم، لأن الأفكار تسيطر علي، وأحاول أن أشتت تركيزي في الطبخ ومشاهدة برامج الطبخ، واستكشاف أكلات جديدة، وتنظيف المنزل، ومساعدة والدتي، ولكن بين حين وآخر تأتيني الأفكار، ولا أستطيع النوم ليلا.
علما بأني -ولله الحمد- والفضل أواظب على صلاتي، حتى وإن كنت خارج المنزل، فهل أنا بحاجة ماسة إلى طبيب نفسي؟
أرجوكم أنا لا أريد منومات، أريد مساعدة.
وجزاكم الله كل الخير عنا.