الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت إلى شاب في الفيس بوك ويريد أن يكلمني ليتقدم لي.. فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 19 سنة، قبل فترة تعرفت على شاب بالفيسبوك، كنا بنفس (القروب)، هو أكثر من مرة أرسل لي رسالة خاصة، لم أرد عليه، لكني كنت أتكلم معه (بالبوست) بالساعات، مرة أرسل رسالة لي وأجبت عليه بعد أسبوع تقريبًا، لكنه بعد هذا الأسبوع كان رده غليظًا، ولم يطلب رقمي، ولا صوري، لكني أحسست بالذنب؛ لأن أهلي لا يقبلون أن أكلم شبابًا، وأخشى أني قد خنت ثقة الأهل، علمًا أن هذه أول مرة أكلم فيها شابًا في حياتي، دخلت لأخبره ألا يرسل لي رسالة، ثم تشاجرنا ولم أستطع أن أخبره بشيء.

أحس أني أحبه، ثم هو أرسل رسالة لصديقتي بالفيسبوك، يقول: أريد أصالحها، وأتقدم لها لأخطبها؛ لأني أحبها كثيرًا، ولا أستطيع أن أعيش بدونها، وصديقتي قالت له أني لا أستطيع الكلام معه حتى لا أخون ثقة أهلي، فقال: وأنا أيضًا لا أريد أن تخون الثقة بأهلها، ولكني أريد التقدم لها.

علما أني من مدينة، وهو من مدينة أخرى.

أريد النصيحة، وحلاً لمشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ همسات حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الكريمة، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يحفظك ويسددك، ويلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أعجبتنا هذه اليقظة، وهذه العودة إلى الله، وهذا الانقطاع عن محادثة الشباب، ونتمنى أن تكون هذه الأولى والأخيرة، فإن هذا فيه من الخطورة ما لا يخفى، والفتاة في هذه الحالة تعصي الله أولاً، وتفقد ثقة أهلها، صدقيني – يا بنتي – تفقد حتى ثقة من تُكلمه، فأنت الآن برفضك ازددتِ قيمة ورفعة عنده، فواصلي هذا الرفض، وإن كان يُريدك فعليه أن يتقدم رسميًا لطلبك من الأب، من العم، من الخال، من الجد -من أي محرم من المحارم – ويُرسل أهله، والشريعة تقصد هذا؛ لأن هذا اختبار لصدقه، فما أكثر من خدعوا بناتنا بالكلام المعسول، وأنه يريد أن يتزوجها، بل نستطيع أن نقول: لم يقع إنسان في خطيئة مع فتاة إلا وهو يخدعها، أنه يريدها زوجها، وأنه لا يمكن أن يعيش بدونها، هذا كلام لا يقام له وزن، فما أكثر الذئاب بين الشباب.

ولذلك الخطوات الصحيحة كالآتي:
التوقف وقطع هذه العلاقة، ثم بعد ذلك مطالبته بأن يتقدم رسميًا، والشريعة تقرر بعد أن يتقدم تُتيح له أن ينظر، يكرر النظر، وأن يجلس معك، وأن يستمع إليك، يجلس معك في حضور محرم، أو في مكان غير بعيدٍ عنهم أمام أعينهم، يستمع إليك، تستمتعين إليه، ليس مجرد نظر، بل يستمع، يحاور، يناقش، ولكن كل هذا بعد أن يأتي البيوت من أبوابها، بعد أن يطرق الأبواب، ويقابل أهلك الأحباب، وهذا هو أهم اختبار لصدق الشاب، ولصدق عزيمته، ولصدق أسرته وموافقتهم على تقدمه، ولا حرج بعد ذلك في أن تتعرفوا عليه، ويتعرف عليكم، فإن حصل الوفاق فبها ونعمت، وإلا فلا عيب في الفتاة إذا رفضها الشاب، ولا عيب في الشاب إذا رفضته الفتاة، والإسلام يبني على هذه القواعد الواضحة، لكن الإسلام يرفض أي علاقة في الخفاء، يرفض أي علاقة لا نعرف هل ستنتهي بالزواج أو لا، يرفض أي علاقة فيها مخالفات وتوسع في المكالمات.

نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك وله التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً