السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا رجل متزوج، أبلغ من العمر 39 عاماً، تعرضت لمواقف مختلفة سببت لي خوفًا شديدًا وهلعًا، وسببت لي شعورًا بالبرودة في الظهر، وقلقًا شديدًا، لكني كنت أواجه هذه المواقف، وعندما تنتهي تستمر حياتي بصورة طبيعية، لكن قبل خمسة أشهر تعرضت لموقف آخر كان فيه تهديد حقيقي لحياتي، ولحياة شخص عزيز، وسبب لي هذا حالة من الذعر الشديد، فأصبت بالقلق والخوف والاكتئاب، وبدأت عندي وساوس تشاؤمية عن المستقبل، وعن أسوأ الأشياء التي ستحدث.
داومت على قيام الليل، وكان يهدأ نفسي، وبسبب وجودي في وسط المشكلة، ومواجهتي لها كان يخفف عني قليلاً من الخوف والاكتئاب الذي أعاني منه.
وكلما سمعت خبراً جيداً بخصوص المشكلة، أو عن هذا التهديد تهدئ نفسي، ويختفي الاكتئاب والوساوس، بعد ثلاثة أشهر اضطررت للسفر خارج البلد لظروف تتعلق بعملي؛ ونظراً لأن مشكلة التهديد ما زالت قائمة ولم تحل للآن استمرت معي حالة الاكتئاب والذعر، لكن بصورة خفيفة، والسبب أني أتوقع أن تحل هذه المشكلة قريباً، لكن قبل شهر وصلني خبر متعلق بالمشكلة أزعجني وأخافني كثيراً، وأصبت بحالة ذعر شديد، وأعاد كل مخاوفي للواجهة، فلم أستطع النوم، وأحسست ببرودة شديدة في ظهري، وضيق في صدري، واكتئاب شديد، وحاولت أن أهدأ، لكني لم أستطع، بعدها أصبحت أقلق من الرسائل، أو الاتصالات؛ لأني أتوقع أن تحمل أخباراً سيئة.
أصبحت متشائمًا، وكل خبر أسمعه أتوقع أن يكون له تأثير سيء على مستقبلي وأسرتي، بدأت أقلق من كل شيء، وأتشاءم من كل شيء، وتزداد الوساوس المخيفة عما يمكن أن يحدث لي أو للآخرين، رغم أن وضعي ناتج عن مشكلة حقيقية، وما زالت قائمة، وما زال التهديد موجوداً، إلا أني أثق أن كل شيء بيد الله، ولكن نوبات الهلع والخوف والاكتئاب، والقلق تهاجمني بين فترة وأخرى، خاصة عند سماع أي خبر، وقد لا يكون هذا الخبر له تأثير مباشر علي ولكن الوساوس تبدأ عندي من أي مشكلة بسيطة تحتاج لقليل من الصبر واليقين بالله والإيمان بأن كل شيء مقدر، إلا أنني لا أستطيع تجاوز ذلك، وتبدأ المشكلة بالتضخم، وتسبب لي ذعراً شديداً، وأفقد الثقة والأمان، وأتوقع أن مشاكلي لا يمكن أن تحل.
أنا الآن لم أعد أستطع المواجهة، وأصبح الخوف يملئ نفسي وعقلي، وأصبحت حياتي متوقفة، ولم أعد أعمل بشكل طبيعي، وأشعر بضيق شديد من كل شيء، وخوف من أن تسوء الأمور، أقرأ القرآن، والأذكار وأستمع للرقية الشرعية، وأستمع للمحاضرات، فأشعر بالطمأنينة أحياناً، لكني في بعض الأحيان، لا أهدأ أبداً، وكل صباح أستيقظ وأشعر بضيق شديد، وكآبة، وشعور البرودة في ظهري، وألم في صدري، وخوف شديد، وكلما أتذكر المشكلة، وأنها لم تحل للآن أشعر بالانهيار، وأحس برعب شديد.
أتمنى أن أتجاوز هذا الخوف، والكآبة، والقلق، والتشاؤم، وهذه الوساوس لأواجه مشاكلي، وأستمر في حياتي؛ لأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.