السؤال
بارك الله فيكم على هذا الموقع الجميل، وزادكم من علمه وفضله كل خير.
سؤالي هو: أنا طالبة، أبلغ من العمر ٢٢ عاماً. منذ شهر بالضبط تمت خطبتي من شاب بطريقة تقليدية، أي عن طريق الأهل; وهذا الشاب متدين ومحترم وواع، ولديه عمل جيد.
حين تقدم لخطبتي وافق عليه أهلي وفرحوا به كثيرا، فهو صديق أخي، وأخته صديقتي، عموماً عائلته محترمة جدا.
المهم بعد أن مر ثلاثة أسابيع على الخطوبة، قرر أبي وأمي أن يفسخا خطوبتي; بحجة أنهم سألوا واستفسروا جيداً عن عائلة الشاب فلم يسمعوا عنهم إلا كل خير فقد كانت لهم سمعة جيدة; ولكنهم اكتشفوا أن لون عرقهم في الأصل أسود؛ وهذا شيء لم يتقبلوه! فعائلتنا نحن كلها ليس فيها شخص واحد من السود؛ وأنا أرى هذا من خلق الله، ولا يحق لنا أن نعيبهم بهذا، لأنه أصلاً ليس عيبا; خاصة وأن الشاب أبيض ووسامته مقبولة, لكنهم يقولون إنهم لن يتقبلوا احتمال أن يكون أحد أحفادهم أسود، وأود التأكيد على كونه مجرد احتمال.
أنا الآن كلما صليت صلاة الاستخارة ودعوت الله، أشعر بارتياح أكبر لهذا الشاب، ولا أستطيع تقبل قرار والدي, وفي نفس الوقت أحس وكأن رفضهم هذا ربما يكون إشارة من الله على أن هذا الشاب ليس فيه خير لي.
سؤالي بارك الله فيكم هو: ماذا علي أن أفعل؟ هل أستسلم لقرار والدي كونهما أدرى مني؟ أم علي العمل بالأسباب لكي نجتمع أنا وخطيبي في حلال الله؟ وما هي حدود العمل بالأسباب في مثل هذا الأمر؟ أفيدوني أرجوكم فأنا في حيرة من أمري.
خطيبي ما يزال متشبثاً بي، وعلى استعداد أن ينتظرني حتى يوافق عليه أهلي, وفي نفس الوقت لا أريد أن أدخل في صراع مع أهلي، فأنا أحترمهم كثيراً، ومطيعة لهم -والحمد لله- لكن في هذا الأمر أشعر أنني غير مقتنعة وغير مرتاحة تماماً.