السؤال
أنا شابة أبلغ من العمر (26 سنة)، والحمد لله متزوجة، ولي طفلتان، وحياتي مستقرة، بفضل الله أقوم بعمل، وهو إلقاء الدروس والمواعظ لمجتمع النساء، ولا أحب كثرة الاختلاط العادي في غير ذكر الله.
أحضر مجالس الذكر، سواء كنت أنا من يلقي، أو غيري.
طبعاً كان إلقاء الدروس عندي هواية منذ أن كنت صغيرة، وكنت أتمنى أن أكون داعية إلى الله، والحمد لله أن أصبحت كذلك!
مشكلتي هي: أنني على قدر ما أحاول أن أعمل الأعمال الصالحة أخاف من الرياء، حيث وأن من يسمع محاضراتي، أو دروسي قام بمدحي في وجهي، بل ـ والله ـ إنني أسمع من الثناء والمدح الكثير، والذي أحاول أن أخفيه عن جميع الناس، إلا أنني أقع فيه، وأخاف أن يدخل الرياء في نفسي، أو أن يغلب علي جانب الخوف جانب الرجاء، حيث أكلم نفسي أحياناً، وأقول:
لو يعلموا عني قبيح سريرتي لأبى السلام علي من يلقاني
لا لأنني أقع في كثير ذنوب، لكني ـ والله ـ عندما أقرأ سيرة الصالحين أحس بأنني لا شيء!
أحاول أن أذكر الله كثيراً، وأقرأ القرآن ولا أضيع وقتي فيما لا يفيد، ولا يضيع وقتي إلا أحياناً، لكنني أحس بتقصير كبير، ولم أستطع أيضاً أن أوازن بين الخوف من الله ورجائه، وكيف أشعر أنني ـ والله يعلم بحالي ـ أنصح الناس في هذا الجانب، وأبين لهم، لكني أحس أنني أبعد كلاماً ممن هو أعلى مني وأرقى دينياً حتى أستريح.
أيضاً أقصر أحياناً في بعض الجوانب، مثل أن أقول: حفظوا أولادكم كتاب الله، وأنصح بذلك، لكنني بطيئة في ذلك! فهل هذا يدخل في مخالفة القول العمل؟
مع أنني أحس أن الشيطان يدخل لي من هذا المدخل كثيراً، ويوحي لي بأن أترك الدروس والمحاضرات، وأحاول أن أقوم بذلك، لكن يلوم البعض ويحملني أمانة النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأرجع وأقول: لا يوجد إنسان كامل، وهذا قصور إنسان، وأنا لا أدري هل هو قصور أم أنها ذنوب؟
أفيدوني، وانصحوني، وأجزلوا في القول أثابكم الله!