الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم التجاوب الجنسي بين الرجل والمرأة قبل الزفاف

السؤال

بفضل الله تم عقد القران على مخطوبتي، وهي تحبني أكثر مني بألف مرة، وهذا صدق! سؤالي: أحياناً لا يروقني أن أقبلها! والمشكلة أنها عاطفية بشكل كبير، وترغب دائماً أن أقبلها، وأن أضمها عند كل لقاء! فما سبب عدم تجاوبي الجنسي معها في ما يخص القبل والأشياء التي يمكن أن أفعلها قبل إتمام الزفاف؟

عدم التجاوب ليس في كل الأوقات، بل أحياناً، أنا أحبها بصدق! ولكن هذه التصرفات تقلقني، وتشككني في هذا الحب! هل عدم التجاوب هو شيء طبيعي!؟ عدم الرغبة في تقبيل من أحب، ما سببه؟

أتمنى أن تكون الصورة واضحة!

ولكم مني جزيل الشكر!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يبارك لك في أهلك، وأن يبارك لهم فيك، وأن يجمع بينكما في الخير، وأن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه!

فأرجو أن تسارع بإتمام مراسيم الزفاف، (فليس للمتحابين مثل النكاح)، وسوف تزول هذه المخاوف عندما تصبح زوجتك معك في دارك، وليس من المصلحة تأخير الزفاف؛ لأن هذا يزيد من المخاوف ويجعل العواطف مضطربة.

ولابد أن تعرف أن الناس يختلفون في التعبير عن حبهم وعواطفهم وعدم التجاوب متوقع من الأيام الأولى، خاصة ونحن – والله الحمد – تربينا في بيئات طاهرة لا تعرف العهر والفسوق، ولا ترضى إلا العواطف المنضبطة بأحكام الشرع الحنيف، والحب الحقيقي يبدأ بالزواج الشرعي، ويزداد مع الأيام ويبلغ قمته بوجود البنين والبنات.

وقد حرصت هذه الشريعة على إعلان النكاح، وعلى تبسيط إجراءات الزواج، فاحرص على المسارعة بالدخول على زوجتك.

وسوف يزول هذا الإشكال ـ بإذن الله ـ عندما يعتاد كل منكما على التعامل مع الآخر وهذا يحتاج لبعض الوقت، وعندما تصبح زوجتك في بيتك فلابد من الاهتمام بتحقيق الإشباع العاطفي، وقد كان ـ عليه صلاة الله وسلامه ـ إذا دخل إلى بيوت أزواجه يبدأ بالسواك ويقترب من زوجته ويقبل حتى يصل إلى صاحبة النوبة، وقد كان يلاطف ويداعب أزواجه .

ولا يوجد سبب يجعلك تشك في حب زوجتك، وعليك أن تجتهد في التعبير عن عواطفك ومودتك لها، فهي لا تستفيد من العواطف المكتوبة، وقد أعلن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن حبه لعائشة رضي الله عنها، ونحن في هذا الزمان الذي يؤسف الإنسان أن العواطف المحرمة تبذل في وسائل الإعلام والشواطئ، نحتاج أن نظهر اهتمام الإسلام بهذه الناحية، ولكن وفق ضوابط الشريعة التي تربي على العفة والطهر، وتجعل فلاح المرأة في أن تقصر طرفها على زوجها ولا تظهر زينتها إلا له، وعلى الرجل أيضاً الحرص على توفير جرعة العاطفة لزوجته من أجل أن يعف كل منها صاحبه.

والله ولي التوفيق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً