السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب في الجامعة, مدمن على الإنترنت حتى لو كان ذلك يعني إضاعة أوقاتي, بل حتى أنني أرى الامتحانات الأسبوع القادم ولا أزال أضيع وقتي في الجلوس أمام الحاسوب!
والمصيبة أنني مدمن كذلك على المواقع الإباحية العفنة! وعلى العادة السرية منذ ما يقارب ثمان سنوات, وتبت إلى الله عز وجل مرات عديدة، ولكن ما فتئت أعود إلى هذه العادة الخبيثة, حتى قدم رمضان قبل أربع سنوات والتزمت، وظللت على التزامي -والحمد لله- لمدة سنة كاملة، ولكن بدأ إيماني بالنقصان حتى عدت إلى العادة الخبيثة مجددا, وأنا على يقين أن هذه العادة عادت مع عودة إدماني على الإنترنت, منذ ذلك الوقت وأنا أمارس العادة السرية عدة مرات شهريا, وفي كل مرة أتوب وأعود, أتوب وأعود.
مؤخرا بدأت أحس بأنني أفرطت في عصياني خصوصا وأنني بدأت أقصر حتى في صلواتي، والتي هي عماد ديني, وفي كل مرة أتذكر قول الله عز وجل في سورة مريم: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} وأعلم أن تقصيري في صلاتي هو السبب الأساسي لما أنا عليه، هو وهجري لكلام الله عز وجل.
ودائما أحتقر وأصف نفسي كلما رأيت شخصا لا يصلي، أو يرتكب معصية ما بأنني أحقر منه وأسوأ, فأنا في أعين الناس شخص ملتزم خصوصا وأنني من عائلة محافظة، وكنت أؤم بالناس في بعض الصلوات, ولكني أنتهك محارم الله في خلواتي, أنصح غيري بالمحافظة على الصلاة وأضيعها! أنصح غيري بشيء ولا آتيه! وأخشى على نفسي أن أكون ممن تندلق أقتاب بطنه يوم القيامة, حتى وإن فعلت خيرا أصارع نفسي؛ حتى لا أدع للرياء نصيبا من عملي, لا آبه لما يقوله الناس عني, دائما أردد هذه الجملة؛ حتى أطرد حب الظهور والرياء من نفسي, لكني أجده دائما يتابعني.
تبت -والحمد لله- توبة أدعو الله أن تكون توبة نصوحا لا أعود بعدها إلى ما كنت عليه, لكني أشعر وكأن الرغبة في أن يرى غيري محاسني، وحب الظهور ما زال يخالجني, أندم ندما شديدا على ما ضيعت من عمري, كيف أرى في مواقع التواصل من هم أصغر مني سنا لكنهم أدرى وأعلم مني, سواء تعلق الأمر بالعلم الشرعي أم باللغة العربية أم بالعلم الدنيوي, كل هذه السنين التي أمضيتها في المعاصي أحس وكأنها أثرت على ذكائي وذاكرتي, حتى أنني أصبحت أخشى على نفسي من الزهايمر المبكر؛ لكثرة نسياني لما درسته وما تعلمته, ثم تخلفي في دراستي بسبب إدماني.
أتمنى أن تعطوني حلا لمواجهة حب الظهور الذي أعاني منه، وإن كان ممكنا حلولا لاستدراك ما فاتني وخصوصا ما يتعلق بالذكاء والذاكرة, فضعف ذاكرتي أصبح يؤثر علي حتى في حياتي اليومية، وليس فقط في طلب العلم الشرعي والدنيوي.
جزاكم الله خيرا على خدمتكم لهذا الدين، وأتمنى منكم الدعاء لي؛ حتى يوفقني المولى عز وجل للثبات على هذا الدين إلى أن نلقى الله عز وجل غير فاتنين ولا مفتونين.