السؤال
والدتي -حفظها الله ورعاها- أم لستة أولاد وأربع بنات، وهي ملتزمة، وتؤدي صلاتها وصيامها على الوجه الأكمل، تعيش مع الوالد وأختي وأخي الأخيرين، ولكن طباعها حادة جداً مع الجميع، مع التفاوت، وأحس أن طباعها معي أشد من الجميع، مع أني لم أقصر معها ومع والدي وإخواني بشيء! فأنا أفضل إخواني من الناحية المادية، وقد بنيت منزلا بالقرية وتركتهم فيه، وألزمت إخواني وأخواتي جميعاً بمبلغ شهري يعطى لهم، وأصرف لهم أضعاف ما التزمت به، وأتحمل أنا وحدي مصاريف رمضان والعيدين ومواجهة أي مرض يصيبهم، وذهبت بهما إلى الحج، ومرتين إلى العمرة، وكنت أنا السبب في توظيف أخواتي الأربع، وزواجهن أيضا!
الخلاصة أن جهودي هذه -بتوفيق الله- لا ينكرها أحد، بل أنا محل احترام وتقدير لدى العائلة والأقارب، بل والقرية، ولكني عندما أجلس مع الوالدة، أحس بعدم تقديرها لكل ذلك، وأحس بعدم وجود رحمة الأم المعهودة في الأمهات على أولادهن؛ فتشتكي كثيراً من قلة المصاريف والأثاث، وترغب في جلب المزيد من أي شيء إليها، ودائماً ما تقول لنا جميعاً ـ وأنا خاصة ـ أنتم تهتمون بزوجاتكم وأولادكم أكثر منا!
والسبب معي بالذات أني أعيش بالعاصمة، ولي علاقات وظيفية ودعوية مع كثير من الناس؛ فأضطر إلى إكرامهم ومساعدة البعض، وتظن الوالدة أن الحال هكذا على الدوام، مع أني بعض الأيام لا أجد ريالا واحدا!
ثانياً: علاقة الزوجة بالأم سيئة منذ الزواج قبل 20 عاماً ـ كما هي مع زوجات إخواني ـ ولكنها مع زوجتي أشد؛ فهي ترى أنها تقف أمام رغباتها وطلباتها التي لا تنتهي، وأنها تمنعني من إعطائها ما تطلب. وهذا غير صحيح!
منذ الزواج وهي لا تترك أي فرصة؛ للخلاف مع الزوجة، حتى في الحج، وفي العمرة، وفي الزيارات الدورية الشهرية التي نزورهم أنا والزوجة والأبناء السبعة! مع أنهم جميعاً لا يرغبون بالزيارة؛ لعلمهم بنتائجها مسبقا! وفي كل مرة يحدث شيء من العناد والجرح والامتعاض في المدة التي لا تتجاوز اليوم والليلة!
أخيراً: هل أنا مقصر في حقها؟ تأخذني حسرة عندما نأكل مع الأولاد شيئاً لا يوجد معهم؛ فهل علي شيء؟ أكره بعض تصرفاتها التي يكرهها منها إخوانها وأقاربها، هل أنا مؤاخذ بذلك؟ أحياناً تضطر الزوجة للشكوى والبكاء منها، وتقول إن إخوانك يشدون عليها؛ فتحترمهم، وأنت تخاف معصيتها؛ فتغتنمها فرصة لإيذائنا جميعاً (عبارة فيها جزء كبير من الحقيقة)! فماذا أعمل للزوجة؟
في عمرة هذا العام حدث جدال مع الوالدة حول الهدايا، فقالت إحدى بناتي: "يا جدة، أشتهي هدية لأختي التي لم تأت معنا للعمرة؛ أسوة ببنات أعمامي" فصاحت فيها ـ كما هي عادتها ـ وقالت لي (نكاية بالزوجة): "أنا غير سامحة لك بالعمرة مع زوجتك إلا وأنا معكم" وهي تعلم أني لا أرتاح في سفري إلا مع الزوجة، فهل أنا عاص إذا سافرت بدونها؟
رؤيتهم عني ليست صحيحة، ولم أستطع إقناعهم بأني لست غنياً ـ كما يشعرون ـ وأني مديون، فماذا أفعل؟!