السؤال
السلام عليكم.
قبل ستة أشهر أصابتني حالة من الأوهام، فخرجت من عملي الساعة 10 ليلا؛ لأن عملي (شفتات) ولم أتوجه إلى البيت كعادتي، بل توجهت للمسجد، وكنت أعتقد أنه أصابتني عين أو حسد، وما إلى ذلك، كنت في ضيق شديد من كثرة التفكير، توجهت للمسجد ولم يكن أي مسجد، فقد كان في مصنع، ودخلت الحي السكني لذلك المصنع، ودخلت المسجد، وكان مظلما جدا، فشعرت وقتها بالخوف الشديد، وبدأت أقرأ آية الكرسي والمعوذات، وأتقدم خطوة خطوة، وكنت أتصبب عرقا، وكانت تأتيني شهقة مع القراءة.
أظن -والله أعلم- أن ذلك كله من أعراض الخوف، كنت قبل هذه الأحداث أفكر كثيرا في الاستقالة والذهاب لإكمال الدراسة، ولكن كان القرار صعبا علي؛ لأني لم ألقَ تأييدا ممن حولي، وعندما أغلق باب الابتعاث شعرت بالإحباط الشديد، وبعد ذلك بدأ التعب عندي.
نعود لموضوع المسجد، كنت أقرأ وأظن أن فيَّ سحر، طرأ في بالي شخصان أنهما قاما بسحري، دخل علي حراس الأمن، ولم يصدروا صوتا، إلا صوت الباب، وظلوا خلفي ساعة؛ مما زادني خوفا؛ لأني سمعت صوت الباب، ولم أسمع أصواتهم، وبعدها قال لي أحدهم سلم سلم، أي توقف عن الصلاة، كان جوالي طول الفترة تلك يرن اتصالات من أهلي، وكنت أظن أنها اتصالات من الأشخاص الذين سحروني.
لا أريد أن أطيل، فعندما ذهبت للمنزل كنت في حالة من القلق الشديد؛ إذ كنت أظن أنه قد فك سحري، وأهلي مسحورون لأني كنت أريد أن أذهب للمسجد فمنعوني خوفا علي.
أخذني أهلي للطبيب النفسي، وتحدثت معه على انفراد، والطبيب اتصل بقريبي، وقال له خذوه للشيخ، وعندما تحدث لوالديّ، أعطاني إبرتين مهدئتين، كنت خائفا من الموت، وقتها صلينا الظهر وذهبت، ثم عدت لأصلي ركعتين، ولكن أخي -هداه الله- أجبرني على قطع صلاتي بالقوة؛ مما زادني توترا، وبدأت في الصراخ؛ مما أدى ذلك لانهاري انهيارا تاما، كان ذلك -والله أعلم- من أعراض الإبرتين.
نمت بعد ذلك، وعندما صحوت صحوت ولله الحمد كأن شيئا لم يحصل لي، إلا أنه كان ينتابني بعض الشكوك بخصوص أني مسحور، ذهبنا إلى الشيخ وقرأ علي، وقال ليس بك سحر، وبعد ذلك أخذني أهلي لطبيب آخر، وقال أنت معك ذهان، وأخذت أدوية أتعبتني، وجعلت ريقي يسيل علي من غير سيطرة عليه.
أخذني أهلي مرة أخرى إلى نفس الدكتور، فقال: توقف عنها، وبعدها ذهبنا لبروفوسوره في مدينة تبعد عن مدينتنا 300 كيلومترا، وكان ذهابي للأطباء بسبب خوف والديّ علي، لم أوضح للبروفيسورة كثيرا، إنما فقط خروجي من العمل وعدم توجهي للمنزل، وكان ذلك أكثر شيء أقلق والديّ؛ إذ خافا أني سأكررها، ولكن أنا كنت متأكدا من أني لن أكررها، ولكن الدكتورة قالت: إن معك اضطراب وجداني ثنائي القطب، وأعطتني علاج الديباكين، حبتين في اليوم، والاولازين حبة قبل أن آخذ العلاج.
أنا طلبت من الوالدة أن تمهلني أسبوعا، وسوف ترى التحسن، ولكنها رفضت رفضا شديدا، بعد ثلاثة أشهر ذهبنا إلى الدكتورة، فنقصت لي جرعة الاولازين، وبعد ذلك نقصت لي الجرعة إلى أن توقفت عنها وحدي، هذا بالنسبة للاولازين، أما الديباكين فنقصت لي بعد خمسة أشهر، أي قبل شهر من الآن، الجرعة من حبتين إلى حبة ونصف.
ما يضايقني الآن أن شعري يتساقط بكثرة، والأنزيم زائد في الكبد، وكل ذلك من أعراض الديباكين، ومدة العلاج طويلة، وأخشى أنه إذا توقفت تصيبني أعراض جانبية، لا أريد أن -لا قدر الله- يظهر لي صلع، أو أن أتضرر من العلاج؛ إذ إني أشك أن معي اضطرابا وجدانيا ثنائي القطب؛ لأني أعلم أن الذي أصابني إنما هو خوف وجهل، ولن أقع في هذه الدائرة مرة أخرى إن شاء الله.
أريد أن أوقف الديباكين بأسرع وقت، أي قبل نهاية رمضان، أو منتصف شوال؛ إذ إن الأدوية مؤثرة علي نفسيا، أكثر من أي شيء مررت به في حياتي، ولا أقول ذلك اعتراضا على قضاء الله، ولكن أطلب من الله ثم منكم العون في إيقاف الديباكين من غير ضرر.