السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا عمري 39 سنة وزوجتي بنفس العمر، تزوجت من زوجتي وعمري 31 سنة، أنا جامعي وزوجتي جامعية.
أنجبت ابني البكر بعد سنتين ونصف من زواجنا، تم تشخيص ابني عندما كان بعمر سنتين ونصف أن عنده تأخر في التطور، واضطراب في التواصل واللغة، بالإضافة إلى مشاكل سلوكية.
وأدخلته بعدها إلى جمعية تعالج الأطفال، بالإضافة إلى علاجات خارجية إضافية كل أسبوع (علاج نطق ووظيفي)، بعد ثلاث سنوات من العلاج قمت بتسجيله بمدرسة إطار عادي مع أطفال طبيعيين وليس جمعية علاجية، بقي طفلي يواجه مشاكل عديدة من ناحية التواصل مع زملائه بالصف ومع المعلمة ومشاكل في التركيز.
بعد عامين من ولادة ابني البكر أنجبت زوجتي طفلة، وكانت طبيعية جدا على عكس ابني، وفرحنا بها كثيرا؛ لأنها تتواصل معنا وتتكلم، ولكن للأسف لم تكتمل فرحتنا، بعد عام ونصف انقلب وضعها 180 درجة، انقطع كلامها وتواصلها، وأصبحت تضحك وتبكي بدون سبب، وتسرح لفترات طويلة بدون استجابة، وعند تشخيصها قال لنا المختصون أنها مصابة بالتوحد، وقد قمت بإدخالها جمعية لعلاج الأطفال، وهي الآن ما زالت تتعالج في هذه الجمعية.
مشكلتي كالآتي: زوجتي مغتربة في بلادي ولا يوجد أحد من أقاربها لتعبر له عن حزنها أو فرحها، وهي بحالة نفسية سيئة جدا لا توصف بسبب غربتها ومشاكل أطفالها؛ لأننا لا نجد تقدما ملحوظا بالنسبة للأطفال، إضافة إلى التعب النفسي الناجم عن التعامل مع الأشخاص الذين يتعاملون مع أطفالنا في الجمعيات أو المدارس، حيث إنه يجب علينا أن نشرح لهم مشكلة أطفالنا بشكل دائم لكي يستطيعوا التعامل معهم، وبالرغم من ذلك قلّ ما تجد أشخاصا متفهمين لحالة الأطفال أو جديين في التعامل معهم، بالإضافة لتعرض الأطفال في بعض الأحيان إلى إساءات أو عودتهم للبيت مع آثار كدمات أو جروح دون معرفة السبب؛ لأن الأطفال لا يستطيعون التعبير والتواصل، فيستغل طاقم الجمعية أو الأشخاص الذين يتعاملون معهم بشكل عام هذه المشكلة لتغطية الحدث والتكتم عن الأسباب الحقيقية.
بالإضافة إلى عدم استطاعتنا الخروج لوحدنا من البيت ولو لفترة صغيرة بدون الأولاد؛ لأنه لا يوجد شخص يقبل الاعتناء بهم، وإذا خرجنا معهم يكون المشوار ضغط نفسي لي ولزوجتي بشكل كبير بسبب فرط الحركة عند أطفالي، وبعض الأحيان تقوم ابنتي بالصراخ لفترة طويلة مع إيذاء نفسها أمام الناس، كما أن بعض النساء يسألون زوجتي عن عمر ابنتي وسبب عدم الكلام أو الاستجابة إلى غير ذلك من الأمور، كما أن الوضع الأمني للدولة التي أعيش فيها لا يسمح بالخروج لكثير من الأماكن.
ووضعي المادي ليس جيدا؛ لأنني مستأجر شقة ووالداي كبيران في السن ويقطنون معي بنفس الشقة، وعندي ديون للأقارب بسبب العلاجات والتزامات الحياة المرهقة، حتى عملية المعاشرة الزوجية قلّ ما نقوم بها أو يتوفر الجو المناسب لها؛ بسبب أن الأطفال نومهم قليل جدا ومضطرب بشكل يومي، مع أنهم لا ينامون طوال النهار مطلقا، علما أن زوجتي لا تعمل ومتفرغة تماما من أجل الأطفال، وأنا أعمل طوال النهار وبعد الانتهاء من عملي أساعدها في تربية الأطفال ومتابعة علاجاتهم، وأعمل كل جهدي لأخفف عنها وأقدم لها كل ما تطلبه.
وقد عرضت زوجتي على استشاري نفسي، وشخص حالتها على أنها اكتئاب بسبب الضغوطات التي تمر بها، وقال لي: أنها ليست بحاجة إلى أدوية، وقام بعمل جلسات تفريغ لها، وكانت تبكي في وقت الجلسة، ولكن بعد انتهاء الجلسة ببضع ساعات تعود نفسيتها كما كانت بدون فائدة.
كل هذه الأسباب التي سبق ذكرها أدت بحياتي أنا وزوجتي، وخصوصا زوجتي إلى أن تتحول إلى حياة كئيبة ومدمرة ويائسة.
كل ما أتمناه هو أن أجد حلا لمشكلتي هذه، أو أن تقترحوا عليّ ماذا يجب أن أفعل، وخصوصا بالنسبة لزوجتي، وأتمنى من الله أن لا يبتليكم بما ابتليت فيه، وبارك الله فيكم.