السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 16 سنة، أعاني من شعور السأم والملل، وأظل صامتا عندما أخرج مع رفاقي حيث لا اجد الرغبة في العمل والحديث، وأسرح كثيرا، وأشعر أني مجنون، وحين يروي شخص قصة مرعبة، أو أرى أشخاصا مجانين أو مرضى نفسيين أخاف كثيراً منهم، لا أرغب في الدراسة، أتطلع وأحلم أن أكون شخصا ذا قيمة في المجتمع ومثقفا، ولكن الوقع مختلف عن الأحلام، حيث الضيق وفقدان الرغبة في كل شيء، علما أني أتعامل دائماً وأصادق الأشخاص الأكبر مني سنا، وأحاول أن أكون مثلهم، فهل لهذا علاقة بالأمر؟
أشعر أنني أعيش في حلم ولا أعيش الواقع الفعلي الذي يعيشه الناس، وأنني ولدت غير طبيعي، قرأت عن هذه المشكلة وعرفت أنها اختلال الأنية.
كل هذه المشاكل حصلت لي عندما رجعت من خارج البلاد، عندما كنت بالخارج كنت سعيدا، هناك وضعت أهدافا لحياتي، كان حلمي أن أكون لاعب كرة محترف، ولحسن الحظ أملت في نفسي وصبرت وتمرنت ونجحت، وأحسست بشعور لا يوصف من السعادة حيث كان هذا حلمي، ولكن أصبت بكسر في رجلي، ومنعت من اللعب ولم أقدر على المشي، ولم أعد ألعب الكرة أبدا، وانتهى حلمي، وحزنت على نفسي كثيرا، وحين أشاهد مباراة أشعر بالحنين، وأحيانا ألعب الكرة لكن بمستوى متدنٍ فأحزن.
ومن هنا عندما رجعت لبلدي غير المستقرة سياسيا، بدأت هذه العاصفة تدريجيا تزيد إلى أن وصلت لهذه الحالة، وقرأت قليلا عن الصدمة الثقافية، والصدمة الثقافية العكسية وأمور كثيرة، ولم أعد أعرف ما مشكلتي، وأنا على هذه الحالة منذ سنتين، ولا أريد أن أضيع حياتي في التفكير بهذه المشاكل، وحقا أريد حلا فعليا يحل مشاكلي نهائيا، وأريد جدولا لأنظم حياتي وأعود كالسابق، نظاما أو علاجا أسير عليه، فمشكلتي أني لا أعرف مما أشكو، فأرجو مساعدتي.
أريد أن أبني نفسي ثقافيا وعلميا، وأكون شخصا فعالا، وأرغب في تحقيق أحلامي، أريد نصائح لبناء النفس وتقوية الثقة والشجاعة، نصائح جميلة تشرح الصدر، وأكمل بها الدرب، أريدها نصائح خبرة حقيقية ليست كالتي أراها كل يوم، أحس أن هناك شخصا هائل قويا رائعا يريد الخروج وهو حبيس هذه الأفكار، ولا يستطيع الخروج منها.
لدي تقصير في الصلاة، ولا أجد نفسي أعبد الله حق عبادته بسبب هذه المشاكل.
وشكرا لكم، وكل عام وأنتم بخير.