السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة حديثة التخرج من الجامعة، مشكلتي ليست إلا مع نفسي، أكرهها جدا بسبب شخصيتي العصبية والحساسة، وهاتان الصفتان تؤثران على حياتي بشكل كبير، فللأسف أصبحت أمي تحسب لي حسابا عندما تكلمني، لأنني أغضب بسرعة، وهذا أمر لم ألحظه إلا مؤخرا، بدأت ألاحظ بأنني أعتبر شخصا عاقا لوالديه، لأنني أكره طلبات أبي الكثيرة، فلا أجلس خمس دقائق كاملة إلا ويناديني يريد شيئا موجودا أمامه وهو ليس عاجزا، إنما هو -ولله الحمد- بصحته الكاملة، فبدأت أتذمر وأتأفف لأنه يناديني كثيرا، وبدأت أكره قدومه للمنزل من العمل، فمنذ لحظة دخوله تبدأ طلباته، وأغضب لأنني طوال اليوم أقوم بمراقبة أخي الصغير والنوم معه، وإطعامه، وإعداد الغداء لأهلي قبل مجيئهم من العمل، ولا أجد وقتا لنفسي أبدا، وهذا شيء يغضبني كثيرا.
لديّ الكثير من الأهداف والأمور التي أحب أن أنجزها، فبدءوا يلقبونني بالأنانية، لأنني أحب خصوصيتي ووقتي الخاص، ولم أغضب أبدا، فأنا فعلا أنانية في هذه النقطة، لقد أصبحت أكرههم بسبب طلباتهم الكثيرة، وخدمتي المتواصلة.
أما بالنسبة لأبي، فأسلوبه في الطلب أسلوب إجباري قصري، أشعر بأنني خادمة، وقد كلمته أمي في هذا الموضوع وأخبرها: بأنهم أولادي، وهم موجودون لخدمتي.
أريد أن أقتل نفسي (ليس انتحارا، وإنما قتلا لنفسي الداخلية الأنانية)، أهلي لم يقصروا معي أبدا، ويلبون كل طلباتي بالرغم من حالتنا المادية البسيطة، ودائما يحاولون إسعادي، لأنني منذ زمن كنت أعاني من اكتئاب شديد، وما زال هذا الاكتئاب موجودا لأنني لم أقبل بالعلاج، لأن اكتئابي كان يعجبني بطريقة ما، ولكنني الآن أكرهه، أعتقد بأنها مجرد أحاسيس مراهقة فحسب.
لا أصدق أنني أصبحت أكرههم، ولا أصدق كم أنا عاقة، فأصبحت أردد في عقلي لماذا يجب عليهم أن يحضروا لنا أخا صغيرا، ألم يكتفوا بنا؟ أريد أن أعيش لوحدي، أريد الخروج من هذا المنزل في أقرب فرصة، كم أنا سيئة، هم يستحقون مني كل تعبي ويومي ووقتي، وهي أنني أصحبت عاقة، كل هذا كان يحدث معي لكنني لم أكتشفه إلا بعد تخرجي، فقد بدأت تتضح لي أشياء كثيرا لم أعرها انتباها من قبل.
ما أريده حقا هو أن أكون بارة بوالدي، وخصوصا أبي، فهو للأسف لا يصلي، ولا يصوم، أريد أن أدعو له طوال الوقت، لكنني عندما أرى ماذا يفعل أقول لنفسي: كل نفس مسؤولة عن أعمالها، أريد له الجنة حقا، وأخي الصغير يأخذ كل وقتي وجهدي، فبتُّ أكرهه، أريد حقا أن أصبر عليه وأربيه تربية حسنة، لكنني لا أستطيع، فهو يغضبني كثيرا، وأخاف عليه من أن يؤذي نفسه، فلا أتركه لثانية واحدة، لكنني مللت، أعرف أن كل هذا ليس إلا لصالحي أمام الله، فهو أجر عظيم، لكن -كما قلت- نفسي الأنانية تسبب لي الكثير من الذنوب، وما يخيفني هو ذنوب عقوق الوالدين، ماذا أفعل؟
أشيروا علي بنصحكم.