السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أسأل عن طريقة للتعامل مع أخي المتزوج، والمصاب بالوسواس القهري، حسب ما قرأت عن أعراضه.
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أسأل عن طريقة للتعامل مع أخي المتزوج، والمصاب بالوسواس القهري، حسب ما قرأت عن أعراضه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ترنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوسواس القهري له عدة أوصاف وأنواع وجوانب، قد يكون متعلِّقًا بطريقة التفكير، أو نوعٍ من الأفعال، أو الأنماط الرتيبة، أو الطقوس، أو المخاوف، أو الشكوك... فالوسواس بوتقة ومحتوى كبير، وحين نتحدَّث عنه كوسواس قهري لابد أن يكون هنالك تأكيد من التشخيص.
هذا الأخ إذا كان بالفعل لديه وسواس قهري نعتقد أفضل نصيحة تُوجَّه له هو أن يذهب ويقابل الطبيب للعلاج، دون أن نوبِّخه أو نغلظ عليه، يُنصح ويُوجَّه أن الذي تعاني منه حالة معروفة ويمكن أن تُعالج، والوسواس بالفعل يجعل من الصعوبة أن يعيش الزوجين مع بعضهما البعض باطمئنان وأمان، لأن الطقوسيات التي يتبعها أحد الزوجين المصاب بالوسواس القهري يجعل الطرف الآخر منهما من الصعوبة جدًّا التعايش مع الموسوس، وكثير من الخلافات الزوجية قد تنشأ من الوسواس القهري.
فواجبك هو التناصح مع هذا الأخ، ويا حبذا أيضًا لو أرشدته، ودعيه يُكاتبنا في الشبكة الإسلامية، قد نستطيع أن نوجّه له الإرشاد والنصح، ونقنعه بالعلاج.
الوسواس القهري مرض يمكن أن يُعالج، ومن أكثر الأشياء التي ننصح بالابتعاد عنها هي أن يُحاول الإنسان أن يتعايش مع الوسواس، أو أن يعيش مع الوسواس، أو أن يقبل الوسواس كجزء من حياته، هذا يُسمَّى بالوسواس القهري مع افتقاد الاستبصار، وهذه تُعتبر حالة نفسية شديدة ومُعيقة ومُطبقة.
فأحسن طريقة هي أن يُنصح بالعلاج، أو أن يُكاتبنا، ومن ناحيتك طبعًا عامليه بكل ودٍّ واحترام، وحين تتحدثين معه حول الوساوس يجب أن يكون لك أيضًا بلطفٍ وتقديرٍ ومحبَّة ليقبل منك فكرة العلاج، لأن مرضى الوسواس القهري أيضًا يتعاملون مع وساوسهم بسرِّيَّةٍ شديدة، ولا يُحبُّون أبدًا التدخُّل في شؤونهم. هذا مهمٌّ جدًّا.
وإذا فشلتِ أنت في إقناعه، إذا كان شخصًا آخر يمكن أن يُؤثِّر فيه كأحد الوالدين، أو حتى الزوجة، يمكن أن يُنصح ليذهب إلى المعالجين والمختصين.
أتاني مريض في الفترة الأخيرة وكان يُعاني من وساوس قهرية شديدة (وساوس أفعال، وأفكار، ووساوس طقوسية وشكوك)، وحاول معه الكثير من الناس إقناعه بأن يذهب إلى العلاج فرفض، فنصحته زوجته أن يذهب لإمام المسجد ليرقيه وينصحه، وبالفعل ذهب للإمام، وبعد أن قام الإمام برقيته ووجَّه له النصيحة أوضح له أن هذا مرض طبي، ولابد أن تذهب إلى الطبيب، وبالفعل حوّله إمام المسجد لي، والحمدُ لله تعالى الرجل الآن تحسَّنتْ حالته بصورة ممتازة جدًّا، وعادتْ الفرحة له ولأسرته، فالوسواس القهري يجب أن يُعالج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.