السؤال
السلام عليكم
أنا مدرس قرآن في إحدى البلاد الغربية، ومتزوج -ولله الحمد- ولي أطفال، وقبل عامين أتت لي فتاة تريد أخذ القرآن مني فأنا مجاز -والحمد لله-.
أدرجتها في قائمة الطالبات، وبدأت تقرأ القرآن علي حتّى ختمت وأتقنت، الفتاة ذات دين وخلق وجمال، كما أن هناك في فصلي فتيات أخرى ذوات دين وخلق.
في بداية الأمر لم أكن أنوي أن أتزوج بواحدة منهن غير أنني صرت معجباً بالفتاة السالف ذكرها لدينها وأخلاقها وحيائها وجمالها، إلا أنني لم أبادرها في يوم من الأيام بكلام ولا أي حديث خارج الدرس، وبعد نحو عام واحد من انضمامها إلى فصلي لاحظت أنه زاد اهتمامها بي، ولاحظت بشكل واضح لا يقبل التأويل أنها أيضاً معجبة بي.
أحدث هذا الأمر أملاً في قلبي بأنها ربما تقبل خطبتي إن خطبتها، وفعلاً حصل هذا وقبلت الزواج بي رغم أنني متزوج من أخرى، صراحة زاد إعجابي بها بعد هذا، وشعرت أنني أحببتها كثيراً، عزمت أن أتقدم لخطبتها من أهلها، وكنت قد تعرفت على معظم أفراد عائلتها، لذلك كنت آملاً أن أحظى بالقبول منهم، جدير بالذكر بأن زوجتي وهذه الفتاة تتعارفان وتعيشان في المدينة ذاتها.
قررت أن أخبر زوجتي بما كنت أنوي به، كنت أخشى أن تقابلني بالرفض لمعرفتها بالفتاة، لكنها قبلت بالأمر، فهي أساساً لا تعارض التعدد، المشكلة بدأت عندما قوبلنا بالرفض المفاجىء -نسبياً- من قبل عائلة الفتاة، أخبرتني قبل ذلك بأن أمّها تعارض التعدد، لكنها كانت تأمل أن تلقى تأييداً من قبل أبيها لأنه كما قالت يقدّم رغباتها، لكن للأسف الشديد حصل عكس ما كنا نتوقعه، تعرض الأب لضغط شديد من قبل باقي العائلة وعلى رأسهم الأم.
السبب الذي اتخذها العائلة ذريعة لرفض زواجنا هو أنني متزوج، وأنهم يخشون أن تندلع مشاكل بين الزوجتين كما هو مشاهد في كثير من الأحيان، إضافة إلى علل أخرى لم يعتبرها الشرع الحنيف، لم يعيبوني في دين ولا خلق فإنهم يعرفونني.
حاولت إقناعهم بأن الفتاة وزوجتي تحدثتا في الموضوع، وأن الفتاة تأكدت من زوجتي بأنها فعلاً موافقة وأنه لن يحصل مشاكل -إن شاء الله- لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.
بعد هذا توافقنا أنا والبنت بأنه لا يوجد هناك حل آخر، وأننا لا بد أن ننهي الموضوع رغم رغبتنا الشديد في الزواج، حزنت حزناً شديداً لا يعلمه إلا الله، وأصابني غم وهم استمر بي حتّى هذه اللحظة، وكذلك البنت حزنت حزناً شديداً بعد هذا القرار الذي أثّر كثيراً في حياتنا.
هناك مشكلة أخرى وهي رغم أننا أنهينا الموضوع إلا أن البنت تدرّس في المعهد ذاته الذي أدرّس فيه، وأعمل فيه كمدير أيضاً، للأسف يصعب أن تترك التدريس هنا لأن هناك حاجة ماسة لمثلها من المدرسات المتقنات للقرآن، إضافة إلى أنها لا تريد أن تترك تدريس القرآن، وأهلها كذلك لا يريدون أن تترك التدريس هنا؛ لأنهم -كما أظن- يخافون أن تصبح منعزلة منطوية إن تركت التدريس هنا.
علماً بأنه لا يوجد في هذه المدينة معاهد ومدارس على مستوى هذا المعهد.
المشكلة أنني كلما أراها أو أكلمها في موضوع التدريس -بناء على وصفي مديراً بالمعهد- ينتابني شعور بالحزن الشديد، ويبدأ شريط الذكريات يمر في ذهني، فأشعر بأسى وأحس برغبة شديدة في الظفر بها، رغم أن الأمر قد قضي وانتهى الموضوع.
إني استسلمت لقضاء الله وقدره، وأعلم أن ما قضاه الله لي خير لي، لكن قلبي لم ييأس بعد.
سؤالي: هل أعوّد قلبي القنوط واليأس، أم أسأل الله أن يردها لي إن كان في زواجها خير؛ لأن الله لا يعجزه شيء، وبقدرته أن يقلّب قلب أمها وأبيها حتّى يوافقا على تزويجنا من جديد؟ علماً بأنها لم تتزوج بعد، وأخبرتني قبل الفراق بأنها ربما لا تتزوج لسنين طويلة إن تم رفضنا من قبل عائلتها؛ لأنها لا تثق بالرجال، ولأن الطلاق خاصة بين الشباب بدأ يزداد في هذه البيئة.
أرجو أن ترشدوني إلى ما ينبغي أن أفعله، فإن هذا الأمر لا يزال يشغل بالي ويوثر على حياتي.