الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الخوف من الموت أثر على حياتي ودراستي، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا عمري 20 سنة، طالبة جامعية، منذ 9 أشهر رأيت حلما أفزعني، وقرأت تفسيره، وأصبحت أخاف وأفكر في الموت طوال الوقت، لم أستطع أن أعيش حياة طبيعية منذ أن راودني الحلم، وعند سماعي بأن شخصاً توفي أشعر بالخوف الشديد، أصبحت حياتي حزينة مليئة بالقلق، تدنى مستواي الدراسي، ونزل معدلي الذي كان مرتفعاً، وما زالت هذه الهواجس والوساوس تزيد كل فترة وتتطور.

أنا نحيفة، ومع القلق امتنعت عن الأكل، ولم أعد أشعر بطعم الحياة، وأحس أني أتعبد خوفا وليس رغبة في العبادة، علما أني ملتزمة بصلواتي وبعباداتي ولم أترك منها شيئا عن قصد.

تطور عندي الخوف في الفترة الأخيرة للأسوأ، فأصبحت أوسوس عن الأمراض، وأخاف من القيادة وأن أتعرض لحادث سير، وأي ألم أحس به في الصدر أوسوس أنه سكتة قلبية.

أحلم أحلاماً غريبة ويكون تفسير بعضها الموت، فأشعر بخوف شديد وهلع وأبكي، بعضها سيء، ومن كثر الوسوسة أقرأ تفسيرها ويكون من التفسير الموت، وأشعر بالخوف الشديد والهلع وأبكي، أصبحت أخاف من كل شيء، كرهت حياتي، وكرهت النوم، وصرت حزينة وقلقة وخائفة طوال الوقت.

كنت أحب السفر والتنزه والخروج، وسافرت مع أهلي قبل شهرين لتغيير نفسيتي وتعديلها واستمتعت أول أسبوع ثم عادت الوساوس مرة ثانية، وكرهت السفر، لا أخرج من المنزل إلا للجامعة، ثم العودة للمنزل مجدداً، وصلت لدرجة كرهت كل شيء، كرهت نفسي بسبب الخوف، وأريد التخلص منه تماماً، لا أريده في حياتي، بحثت وقرأت كثيراً عن كيفية التخلص منه، ولكن بدون جدوى، يذهب ويعود مرة أخرى وبقوة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فواضح أنك تعانين من حالة قلق شديدة -يا أختي الكريمة- وبدأ القلق بتفسير الحلم، والآن امتد إلى حياتك خوف من الموت وزيادة في ضربات القلب، وخوف من الأمراض، وهذا القلق واستمرار هذا النوع أدى إلى بعض أعراض الاكتئاب مثل الامتناع عن الأكل وعدم التمتع بالحياة عموماً، حتى السفر مع أهلك لم تستمتعي به إلا لفترة قصيرة.

طالما أنك حاولت أن تتخلصي منه بنفسك ولم تستطيعي، فطبعاً هذا معروف لأنك لم تكوني سببا في الشعور بهذا الخوف، هو أتى غصباً عنك، ولذلك تحتاجين إلى مساعدة للتخلص من الخوف وأعراض القلق المختلفة التي تعانين منها، ويستحسن أن تكون هذه المساعدة مساعدة من طبيب نفسي ليقوم بأخذ تاريخ مرضي مفصل، ومن ثم إجراء فحص نفسي مباشر، وسوف يضع الخطة العلاجية المناسبة لك، ويمكن أن تكون علاجا دوائيا، ويمكن أن تكون علاجا نفسيا فقط، وكل هذا بعد المشاورة معك، وأياً من العلاجين تفضلين فأنا على ثقة بأن الطبيب النفسي سوف يقوم بإعطاك الشيء الذي ترتاحين إليه، إما الدواء أو العلاج النفسي.

وهناك أشياء يمكن أن تفعليها بنفسك، الرياضة المنتظمة يومياً تساعد في الاسترخاء، النوم المبكر، الانشغال بأشياء مهمة، الانشغال عن النفس ولا الانشغال بها، مثلاً أن لا تكوني وحدك لفترات طويلة، فهذا يجعلك تفكرين في هذه الأشياء بكثرة، كوني مع الناس، وانشغلي بهوايات حركية حتى لا تكثري التفكير السلبي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً