الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإمام البخاري يتبع الأحاديث الصحيحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي هو: هل الإمام البخاري -رحمه الله- كان يتبع أحاديثه الصحيحة، أم كان يجمع الأحاديث فقط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- يعد من أئمة الإسلام الذين حفظ الله بهم الدين، فلقد كان -رحمه الله- حريصا كل الحرص على تتبع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تعتبر شارحة ومبينة للقرآن العظيم، وكان يتتبع حملة الأحاديث من العلماء، ويكتب عنهم ما يسمعه منهم ولم يكن يقصد أن يسمع منهم ما هو صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بل جمع ما صح وما لم يصح.

ولكنه لما أراد أن يؤلف كتابه صحيح البخاري انتقى الحديث الصحيح مما كتبه عن العلماء، ولم يكتب في ذلك الكتاب جميع ما صح عنده، وقد صح عنه أنه قال: (أحفظ مئة ألف حَدِيث صَحِيح، ومئتي ألف حَدِيث غَيْر صَحِيح)، فهو انتقى من تلك الأحاديث الصحيحة ما كتبه في صحيحه حتى قال بعض أهل العلم: إنها أصح الصحيح.

ولذلك فقد أجمعت الأمة أن كل الأحاديث التي في صحيحه صحيحة وثابتة، إلا ما انتقد عليه، وتم الانتقاد في ذلك وهي قليلة جدا تعد بأصابع اليد، وهذا أمر طبيعي كون ذلك عمل بشري خاضع للاجتهاد.

ومما لا شك فيه أن الإمام البخاري كان أول المتبعين والعاملين بالأحاديث التي كان يجمعها، إذ أن كتابه ألفه من أجل أن يتبع الناس سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحكامه، وهو أولهم دون أدنى شك؛ لأن مخالفته العمل بتلك الأحاديث التي أوردها في مؤلفه للأمة الإسلامية جمعاء يدخله تحت الذم الذي في الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) وحاشاه أن يكون كذلك، وقد شهد له علماء عصره بالزهد والورع واتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتطبيقها في حياته.

نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً