السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة ولدي أربعة أطفال، وأعيش حياة مستقرة نوعا ما.
أطفالي متفوقين ومتميزين بالمدرسة ومحبوبين -لله الحمد-، ولكن مشكلتي في حزني الدائم والشعور بالتعاسة والوحدة، أعيش بغربة قاتلة، وأشعر أنني أسيرة للماضي وللذكريات، ونتيجة ظروف قاهرة اضطررنا للسفر خارج الوطن بعيدا عن الأهل والأصحاب، اندمج أطفالي بالمجتمع الجديد ولكن أنا لم أستطع الاندماج.
أشعر بأنني فاشلة بكل المقاييس والمعايير، وأن حياتي مقتصرة على العمل بالمنزل فقط، وأشتاق دائما لأهلي وحياتي السابقة، أفتعل المشاكل مع زوجي وأطفالي بسبب ودون سبب، وأنعزل وحدي بعد المشكلة، وأبكي كثيرا، وأشعر بالندم.
أصنف نفسي أنني ضعيفة جدا وخجولة، وأحمل الإهانة والظلم في سبيل عدم المطالبة بحقي، خوفا وحياء وضعفا.
أتمنى أن أتغير، لا أستطيع مواجهة أي أحد، حتى وإن كنت على حق، ولا أملك إلا الحزن والدموع.
أنا وزوجي لا نعمل نتيجة لصعوبة الاندماج بالمجتمع الجديد، واختلاف اللغة، وهذا يشعرني دائما بالنقص، وأحسد غيري على حياته، وأجد الجميع يعيشون أفضل مني.
نتيجة للظروف أشعر أنني بعيدة عن الله عز وجل، وأنا أصلي الفرائض فقط، وأحاول جاهدة التقرب إلى الله وأجد صعوبة دائما.
أكثر من الاستغفار والتسبيح لعلّ الله تعالى يزيل عني هذه الغمة، لا رغبة عندي بالحياة، ولا بالضحك أو الابتسام، وبذلك أشعر أنني أظلم عائلتي، لا أتكلم كثيرا، وأقضي جل وقتي على الجوال، باختصار أنا امرأة حزينة وكئيبة جدا، وأشعر أن عمري ألف سنة، وأتمنى الهروب إلى أي مكان أنعزل فيه لوحدي.
أتمنى أن أجد من يقرأ كلماتي ويفهمني.