السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صديقتي تدرس معي في منحة الماجستير، توفيت والدتها منذ أسبوعين إثر إصابتها بالكورونا، وكان البيت -كأغلب بيوتنا في مصر- يعتمد بشكل شبه كامل على الأم، لديها إخوة شباب ووالدها وهي وحدها الفتاة، الماجستير الخاص بنا ليس سهلًا ويحتاج الوقت والجهد، ورغم أن دكاترتنا مقدرون لموقفها، إلا أنه لا يمكن تأجيل الماجستير، لذا هي تحاول التوفيق بين أعمال المنزل ومذاكرة الماجستير بقدر الإمكان.
ولكنها في حيرة، تشعر أحيانًا بالذنب تجاه إخوتها ووالدها إن قصرت في حقهم، مثلًا هي قد تترك الطعام في الثلاجة ويحتاج فقط للتسخين، وهم ينتظرونها هي أن تسخن لهم الطعام، فإن لم تفعل فلن يأكلوا، وهكذا أشياء كثيرة، لا أقول إنهم سيئون، هم أيضًا مكتئبون، ولكن هي ايضًا مكتئبة، فلماذا عليها هي وحدها تحمل كل شيء؟
السؤال هنا، نحن لا نعلم ما هو الأفضل، هل يرضي الله تترك دراستها التي قد تؤمن لها حياة كريمة، وتجلس في المنزل لترعاهم، ومهما فعلت فلن تستطيع أن تعوض مكان الوالدة، أم تكمل طريقها وتحاول التوفيق بينهما، وتجعلهم هم أيضا يعتمدون على أنفسهم، ولا تؤدي دور الضحية التي يجب أن تصنع لهم كل شيء ولكن بقدر المستطاع؟
أنا حقًا لا أعلم ما هو الخير، أنصحها وأنا لا أعلم ان كان هذا هو حقا الخير، فأرجو لو تجيبوني بإجابة واضحة بقدر الإمكان، لنعلم هل شعورها بالذنب هذا هو حق، وعليها أن تلبيه، أم أن لها هي أيضا حق لتكمل تعليمها، وتؤمن لنفسها حياة أفضل، ولا توقف كل شيء لتخدمهم فقط؟ مهما كان ما ستقولونه فسننصاع إليه بأمر الله.