الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوسواس القهري؟

السؤال

كنت فتاة لا أتقزز بسهولة، حتى إني كنت لا أجد مشكلة في رؤية الدم يسيل أمامي، في كتب الدراسة، في المجازر التي كنت أشاهدها عبر الشاشات منذ الربيع العربي، في الأعمال الفنية، عند الذبح... إلى آخره.

فجأة صرت أتقزز بشدة، حتى إني لم أعد أقدر على النظر لصورة المعدة في كتاب التشريح! ولا أستطيع تناول الطعام حتى دون ذكر ما له علاقة بالدم، وأحياناً أشعر بالغثيان دون ذكر ما هو مقزز عادة.

فيما أذكر الأمر بدأ عندما شاهدت حلقة عن تجربة جون موني، على التوأم، لإثبات نظرية النوع الاجتماعي، وبالرغم من اعتيادي أيضاً على دراسة هذه القضايا- سواء في مادة علم الأحياء أو في مادة علم الاجتماع- إلا أني لم أتحمل تلك الحلقة، وشاهدتها على مراحل بينها استراحات، أيضاً عندما شاهد أخي هذه الحلقة معي بدأ هو الآخر يصاب بنفس المشكلة.

الأمر بدأ يزعج أمي؛ لأننا لا نتناول الطعام، ولأنها تعتقد أن الأمر له علاقة بالضغط النفسي، فأنا وأخي نعاني من الوسواس القهري، ولا نهتم بالترويح بقدر ما نهتم بالدراسة.

فهل فعلاً هذا عرض نفسي أم أنه سبب عضوي؟ بالرغم من عدم وجود أعراض أخرى سوى الغثيان، وكيف أتغلب على الأمر حتى أستطيع الدراسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بنيتي- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

ما تعانين منه -بنيتي- هي أمور أرجح أنها نفسية، وليس لها أي علاقة بالأمراض أو الاضطرابات العضوية، نعم تجربة جون موني عندما قام بتحويل طفل من بروس إلى بريندا، بعد أن حصل خطأ في عملية جراحية (عملية الختان) القصة معروفة، ولكن المهم هنا أن ما حصل معك هو نوع من الصدمات النفسية، وما يعرف بعلم النفس بالمنعكس الشرطي، حيث إنك تشعرين بالتقزز أو الغثيان عندما تتعرضين لما هو مثلاً أحمر كالدم، أو مناظر التشريح في الكتب، وغيرها، أو بعض المناظر في الأخبار، والتي هي غالباً مأساوية مع الأسف، مع بعض التجارب العلمية التي درستها.

كل هذا كون عندك ردة فعل نفسية، حيث تشعرين بالتقزز، وربما الغثيان، والسؤال: كيف تتغلبين عليها؟ أفضل علاج لهذا طريقتان:

الطريقة الأولى: يمكنك أن تقومي بها، وهي عدم التجنب، وتتابعين دراستك في الأحياء، وكتبك الدراسية بغض النظر عن الصور الموضوعة، سواء صورة بعض أعضاء الجسم أو التشريح أو غيره.

الطريقة الثانية: عن طريق مراجعة اختصاصية نفسية، ليس بالضرورة أن تصف لك الأدوية، فالاختصاصية النفسية عادة لا تصف الأدوية، وإنما تقوم معك باستعمال العلاج النفسي عن طريق الكلام، وما يسمى بالعلاج المعرفي السلوكي، لتتعرفي أنت وإياها عن الأفكار السلبية التي ارتبطت بمثل هذه المناظر، وتحويلها إلى صور إيجابية.

بنيتي: واضح من سؤالك أنك ذكية وحساسة بنفس الوقت، فإذا استطعت أن تتجاوزي كل هذا عن طريق عدم التجنب، وإنما مشاهدة المناظر ضمن الحدود المعقولة فنعما بها، وإلا فيمكنك التحدث مع الأخصائية النفسية الموجودة عندك في المدرسة، فربما تستطيع أن ترشدك إلى أفضل السبل لتتخلصي من كل هذا، وتتابعي دراستك، التي أتمنى وأدعو الله تعالى أن يجعلك من المتفوقات فيها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً