السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا على جهودكم.
أنا فتاة عمري 23 سنة، أشعر بحاجة ملحة إلى الزواج من ناحيتين: الأولى: أن هناك حاجة نفسية له، فأريد أن أطمئن مع شخص، وأشعر معه بالاستقرار؛ لأني فعلاً أشعر أني تائهة، ومن ناحية أخرى لدي حاجة جسدية، ومن شدة ذلك لا أستطيع الصبر، أنام على صوت القرآن، فأشعر أن رغبتي تخمد، ومن شدة خوفي أن أقع في الحرام، أفكر مرات أن أحرق يدي، حتى لا تطاوعني نفسي على فعل أمر سيء.
كنت من قبل أدرس بجد، ودخلت إلى كلية الهندسة، ونجحت في ثلاث سنوات منها، وبقي لي عامان، لكني في هذا العام أخذت رخصة طبية، ولم أستطع أن أدرس، بسبب أني لا أشعر بالفائدة مما أدرسه، وأنا أهدف إلى شيء آخر، أريد زوجًا صالحًا، وأن أكون أمًا وزوجة صالحة، أريد أن أتفرغ لزوجي وأبنائي، والدعوة إلى الله.
إن تزوجت الآن سأتم آخر عامين لي بفرح؛ لأني سأشعر أني قوية، ولدي شخص يحبني ويدعمني، ولكن إذا لم أتزوج أقولها صدقًا، سيمر علي كل يوم كألف سنة، أهلي منشغلون، وأنا ألزم البيت كثيرًا، خاصة بعد أخذي الرخصة الطبية بسبب نفسيتي.
لقد كان هناك شخص يريدني، ولكنه من بلد آخر، ومتزوج، فلم يحصل نصيب؛ لأنني أغار، وليس لدي استعداد نفسي لهذا الأمر، ولكنه حاول الوصول إلي من خلال معارفي، ولما كنت أرفض، كنت أتلقى الأذية من صديقاتي، والله سبحانه يريني في منامي رؤى متكررة لأشخاص يريدون أذيتي، والله سبحانه ألهمني ما يجب أن أفعله، ولكني أشعر أني لست في مأمن.
أفتوني في أمري، فإني أراجع القرآن والدمع ينزل مني، كلما مررت بآية أصبحت أشعر بها أكثر مما كنت أستشعرها من قبل، أحاول أن أصلي النوافل، ولكن أحيانًا لا أستطيع بسبب نفسيتي، أشعر بضعف شديد، وأكتفي بالفرائض، أستيقظ قبل الفجر، وأجد أن القارئ الذي نمت عليه يقول: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم..).
هناك أشخاص لم أتسبب لهم في أذى، الله ألهمني أن أقرأ خواتيم سورة البقرة، وعلمني دعاءً في منامي جاء في أثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقوله بعد أن رأيت تلك الرؤيا، وواحدة من الذين كانوا يريدون أذيتي قالت لي يومًا أن أقول لها الأذكار التي أقولها. الحمد لله، ربي وخالقي أشعر أنه وليي، أشعر بأنه يدافع عني، أنا أحبه، وددت أن أكون الآن في جنته، وهو راض عني؛ لأني لم أعد أحب الدنيا، لدي شغف كبير أن أنصر ديني، أريد أن أفرح والدّي، وأساعد الناس، لكني تعبت، والله المستعان.