الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تحابي إخوتي وتفضلهم علي، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا البنت الكبرى، ولدي مشكلة مع والدتي بسبب إخوتي، أجادلها بالكلام بسببهم، مع العلم أنني أقوم بواجباتي تجاه إخوتي، والدتي تدعو علي كثيرًا، ولا تتحدث معي بالأسابيع.

أصبحت أعاني من الاكتئاب، وحاولت الابتعاد عنها وتجنبها قليلًا، فتحسن الوضع بيننا، ولكن المشكلة ما زالت موجودة، علمًا أن رد فعلها يختلف مع إخوتي. عشت طفولة قاسية بسبب أمي وعائلتها، واليوم أتذكر الماضي فكيف أتعامل معها؟ وهل أعتبر عاقة؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

أختنا الكريمة: نريد أن نعطيك مسلمات احفظيها عندك، واعلمي أنها حقائق لا تقبل المزايدة، ولا يمكن أن تتغير، واعلمي كذلك أن البعض لا يعتقد بالكلام إلا بعد أن يرحل من كان يشتكي منهم ليبكي الدم بعد ذلك، نسأل الله أن يحفظك ووالدتك وإخوانك.

أما المسلمات فهي:
1- لن يحبك أحد في الكون أكثر من والديك، ولن يهتم أحد بك أكثر منهم، ولن يعطيك أو ينصحك مثلهم، بل عطاء أي أحد له مقابل -أختنا- إلا والديك فعطاء بلا رد، عطاء وبذل وتعب، غايتهم فقط أن يروك بخير، وأن يشاهدوك أفضل الناس بل أفضل منهم.

2- ليس هناك في قلب الآباء محاباة لولد على حساب آخر، لكن هناك عدل لابد أن يقام، يظن البعض أن والده أو والدته ظلمه، وأنه يحابي إخوته أكثر منه، والحق غير ذلك، لكن للابن عقل يرى الأمور وفق نظرته، وللأب عقل أوسع وأرحب ويرى الحاضر ويخشى المستقبل كذلك، وهذا ما يحدث معك على ما نذكره بعد.

3-البعد عن الوالدة لن يكون حلًا قط، بل سيورث الجفوة ويبعد المودة، فلا شك أن أقرب الأبناء إلى الآباء أطوعهم له، ولاحظي أنا قلنا الأقرب، فالجميع أبناء ولكن البار أقرب من غيره، كما أن الصغير أقرب، والمريض أقرب، ليس لذاته وإنما للصفة التي فيه.

أختنا الكريمة: إن المشكلة التي بينك وبين أمك متمثلة في التعامل مع إخوتك -على ما فهمنا- والابن الكبير عادة قد يرى إخوانه على خطأ وقد يكون محقًا، لكنه يريد أن ينتصر بطريقته التي قد يخالفها والداه، نعم قد يخالفانه الوسيلة فقط، وإن اتفقا معه في الخطأ، ومخالفتهما له في الوسيلة لها أبعاد كثيرة، ليس أقلها التشاحن بين الأبناء، والذي قد يستمر خاصة مع الصغار إلى أمد بعيد، الشاهد أن للوالدين اعتباراً، لكن حين يجهل الولد ذلك، ولا يفهم الفرق بين الوسيلة التي ينكرونها عليه، والخطأ الذي وقع فيه إخوانه، يتوهم المسكين أن والداه يقدمان إخوانه عليه، وهذا وهم سيعيش معه طويلًا إلى أن يهديه الله ويستفيق.

أختنا الكريمة: نريدك أن تتسامي على ما مضى في صغرك مما لم نعرفه، وأن تقتربي أكثر من والدتك، وأن تبتعدي عن المشاحنات بينك وبين إخوانك، هذا هو الطريق الذى نراه أسلم لك.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يسعدك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً