الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي بعد الولادة أصبحت تكرهني!

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوج عن حب، وكانت علاقتنا قويةً أول زواجنا، ولكن بعد الولادة تغيرت زوجتي ١٨٠ درجةً؛ حيث تقول: بأني خذلتها وكسرتها أكثر من مرة، وأنها لا تتحمل رؤيتي، ولا رائحتي، ولا حتى المعاشرة الزوجية.

أعطيتها وقتها، وحاولت أن أكون معها لطيفًا، ولكن الموضوع مضى عليه سنتان ونصف ولم تتغير، وبدأت تعتزل الناس والخروج من المنزل، وتتجنبني أكثر، وتسمعني كلامًا وكأني أنا السبب في ذلك كله!

أما أهلها فليست لديهم ثقافة زيارة طبيب نفسي، فبماذا تنصحون؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

25% من النساء بعد الولادة قد تضعف رغبتهن في الجماع، هذه حقيقة -يا أخي الكريم-؛ لأن هذه الفترة فترة عسر مزاجي لكثير من النساء، وبعض النساء قد يصبن باكتئاب ما بعد الولادة، وهذا الاكتئاب قد يعبر عنه بالنفور من الزوج، والإحجام تمامًا عن المعاشرة الزوجية.

فهذه السيدة -زوجتك الكريمة- ربما يكون لديها نوع من الاكتئاب، وخاصةً أنها اعتزلت الناس، وهذه أحد مكونات الاكتئاب الأساسي، وطبعًا تجنبك، والكلام السلبي معك، كل هذا حقيقةً يدل على أن مزاجها ليس بطيب أبدًا.

أنا أعتقد أنه يجب أن تعاملها برحمة، ورأفة، ولين، وتكون ودودًا جدًا معها، وفي ذات الوقت يا حبذا لو قابلت أخصائيةً نفسيةً، وأنت ذكرت أن أهلها لا يقبلون بهذا الأمر، لكنك -يا أخي- أنت القائم عليها، وأنت زوجها، فلا بأس أبدًا من أن تقدمها بنفسك للمختص النفسي، وطبعًا تناولها لأحد مضادات الاكتئاب سوف يفيدها كثيرًا ولا شك في ذلك.

طبعاً أن تقنعها بأنها مكتئبة، هذا في حد ذاته يحتاج لجهد، وقد لا تستمع إليك، وقد لا تقبل ما تقوله، لكن لو قيل لها بواسطة مختص، فأنا متأكد أنها سوف تتقبله، وسوف تتبع الآليات العلاجية المطلوبة.

ومن الأدوية الممتازة جداً التي نعطيها خلال هذه المرحلة: العقار الذي يعرف باسم سيرترالين، ويسمى تجارياً زولفت، وهو سليم حتى مع إرضاع الطفل؛ لأن هذا الدواء لا ينتقل من خلال الحليب للطفل، ويوجد دواء آخر يسمى زيروكسات، وكلها أدوية فعالة وجميلة، وتناول الدواء أمر مهم جداً -أي مضادات الاكتئاب-؛ لأن اكتئاب ما بعد الولادة في معظمه ذو مكون بيولوجي، يعني أن هناك تأثراً هرمونياً يحدث مع بعد الولادة، ويؤثر على مواد في الدماغ تسمى بالموصلات العصبية، ومنها مادة السيرتونين.

فمهما بذلنا الجهد السلوكي، والمعاملة الطيبة، فسوف يكون أيضًا هنالك حاجة للدواء؛ وذلك من أجل تصحيح المسارات البيولوجية والكيميائية، وأعتقد أن السيرترالين سيكون دواءً مفيدًا جدًا لها.

وأيضًا -يا أخي- حفزها، واجعلها تكون مسترخيةً، وطيب خاطرها، ولا تتفاعل سلبيًا مع تصرفاتها السلبية معك، بل قابلها بالإحسان دائمًا، وهذا قطعًا سوف يحفزها -أخي الكريم-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً