السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أحببت أن أستشيركم وأن أعرض عليكم مشكلتي فأنتم أملي بعد الله، فأنا في كرب لا يعلمه إلا الله.
أنا امرأة أبلغ من العمر30 سنة ولدي ثلاثة أطفال، وبعد ولادتي بطفلتي الثالثة بثلاثة أسابيع أصبت بحالة اكتئاب وأعراضها أولاً: قلق وخوف شديد وفقدان اللذة في الحياة، وأن كل شيء في الحياة ليس له معنى ولا متعة حتى أبنائي وزوجي والأكل واللبس وكل شيء كنت أستمتع به في الحياة، وأصبح عندي شعور بعدم القدرة على القيام بمسؤولياتي حتى مع أبنائي، وفقدان للشهية، وأعاني من النوم بأني لا أنام من شدة الخوف، وإذا نمت أستيقظ على شدة الحالة وكأن قلبي يسقط من شدة الخوف ولا أستطيع العودة للنوم وأحلام وكوابيس.
كنت في بداية مرضي أستيقظ ولا أستطيع تذكر ما رأيت، ولكن بعد فترة أصبحت أرى أحلامي، وعدم تركيز وكأنني أمشي بدون عقل أو في حلم، وكأنه لا يوجد في نفسي حل سوى الموت، وأصبح عندي العقل يستوعب أفكار الموت بأن أسقط من مرتفع أو أي حل يفقدني الحياة، ولكن بفضل الله استطعت أن أتغلب على هذه الأفكار، وذهبت فكرة الموت لأني أتذكر أبنائي وزوجي وحبي لهم، ووضعت هدفي أنني سأعود كما كنت معهم لأستمتع بحياتي معهم، وحتى رضاعتي لطفلتي لم أنجح فيها مما تألمت منه كثيراً.
وأنا لي الآن شهرين منذ أن بدأت الحالة، ومع استشارتي لمن سبق له المعاناة ممن حولي قالوا بأنها مسألة وقت وتذهب، أنا الآن - ولله الحمد - ألاحظ تحسن في حالتي بأني أصبحت أستطيع التغلب على نفسي في الأكل والنوم، حتى لو لم أستمتع بها فأنا أستطيع مزاولتها وأقاوم نفسيتي وأخرج وأخالط الناس وأضحك، ولكن المشكلة أنني فاقدة للذة في كل شيء متضايقة من الداخل، وأخاف من المستقبل وتصيبني أحياناً بعد المقاومة حالة بكاء وأنهار.
كل ما أتمناه أن أعود لزوجي وأبنائي ولنفسي كما كنت وأمارس حياتي بشكل طبيعي وأستمتع بما كنت أحبه.
مع العلم بأن ولادتي كانت فرحة كبيرة لي وكنت أنتظر مولودتي بفارغ الصبر، ولكني بعد الولادة أصبت بالتهابات وانفتحت الخياطة واستمريت أعالجها أسبوعين ثم أعدت الخياطة من جديد وبعدها بعدة أيام أصابتني الحالة.
فما رأيك دكتور، هل أستمر على مقاومتها وبإذن الله ستزول مع الوقت أو أذهب لطبيب نفسي وأخذ الدواء؟ إذا كان هناك دواء يجعلني أرتاح وأزاول حياتي كما كنت بكل راحة وأمل ومتعة، مع العلم أني أخاف من الدواء النفسي؛ لأني لا أريد دواء منوم.
وأسأل الله أن يشفي كل مريض ويرزقني السكينة والطمأنينة في قلبي، ولكم جزيل الشكر.