الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب خلوق لكنه يرفض عملي.. فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

عندي سؤالان:
1. تقدم لخطبتي شاب ذو أخلاق إلا أنه يرفض أن أعمل، أنا تقبلت الفكرة؛ لأنه ذو أخلاق، إلا أن والدتي لم تتقبل الفكرة، وطلبت مني الرفض بحجة أنه ليس في عمل مستقر، وأنا مستقرة، لا أعرف كيف أتصرف.

2. أشعر أنني باردة المشاعر من ناحية والدي، بالرغم من أنني فتاة مطيعة، لكني لا أتحمل النقاش معه؛ لأنه يفتعل الكثير من المشاكل، أشعر أنه أناني، عند الجلوس معه يتحدث عني بالأمور السلبية، يشتم أخواتي وأمي عند حديثه.

أنا لا أرد عليه أستمع فقط، أريد نصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Anfal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

لا شك أن مسألة القبول بالخاطب، أو رفضه هو قرار يرجع للفتاة، ومن المهم جداً أيضاً أن تكون النظرة الشاملة للخاطب، وإذا كان عملك ليس فيه مخالفات شرعية، ولا يضرك في مهامك المنزلية، فأرجو أن لا يستعجل الخاطب في هذا الطلب، وينبغي أيضاً أن تدرسوا المسألة دراسة متأنية، وانظري إلى شخصيته بطريقة كاملة وشاملة، وبعد ذلك حاولي أيضاً أن تجدي من يقنعه بأهمية أن تعمل المرأة طالما كان العمل لا يعارض مهامها الأسرية، ومهامها المنزلية، خاصة مع وجود إشكال في عمله، وأنه ليس له وظيفة مستقرة. نسأل الله أن يعينكم على الخير.

ولكن نكرر أنت صاحبة القرار، وفعلا إذا ثبت أنه صاحب دين وصاحب أخلاق يستطيع أن يدير بيته، ويقوم بمسؤولياته يتحمل هذه الأشياء، فلا مانع من أن تؤجلي العمل، وتأخذي إجازة مفتوحة حسب الأنظمة المعمولة لديكم، وتكون في هذا قد جمعت بين الحسنيين، فتدخلي حياتك وأنت محتفظة بهذه الوظيفة، أتمنى أن يكون هذا النظام موجودًا في نظام الخدمة المدنية عندكم.

أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال، فقد أحسنت بحسن الاستماع للوالد، والإنسان ينبغي ألا يظهر ما في نفسه إذا كان هناك نوع من الشعور السلبي تجاه الوالدين، والإنسان عليه أن يحسن الاستماع لوالديه، وحاولي دائماً عدم ذكر الأشياء السلبية التي يذكرها لإخوانك، ولا لأمك؛ لأن هذا يوغر الصدور، ولكن ينبغي أن تختاري الأوقات المناسبة أيضاً لتصححي صورة الوالدة وصورة الإخوان، وتذكري له المشاعر النبيلة التي يحملونها تجاهه، لكن إذا كان ذلك يترتب عليه الغضب، فعليك أن تسكتي وتستمعي وتختاري الوقت المناسب لقول أشياء إيجابية، فإن المؤمنة تقول خيرًا، وتنمي خيرًا أو تبني خيرًا، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

واستمري في طاعة الوالدين، وإذا كنت عند الوالدة، فقولي لها ما يرضيها، وإذا كنت مع الوالد، فقولي له ما يرضيه، وإذا كان الأمر كما قال الإمام مالك لما قال له رجل: أبي يأمرني، وأمي تنهاني، قال له: أطع أباك، ولا تعص أمك.

فالإنسان يحتاج إلى أن يستخدم كثيرًا من المدارة في تعامله مع والديه حتى يفوز برضا الوالد، وبرضا الوالدة، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً