الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني رجل ولكنه كثير الشكوى مني، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم

خطبت بعد طلاقي، وذلك منذ أربعة أشهر لرجل مطلق، وعنده أطفال، لكنه كثير الشكوى أني لا أهتم به، رغم أنني أهتم، مثلًا: لماذا لم أعلق على منشور على فيس بوك، لماذا لم أتصل به؟

عندما أتصل لا يرد، ويتجاهل مسجاتي، أو يرد ببرود، ماذا أفعل؟ كيف أتصرف مع كثير الشكوى والتذمر، وتصيد الأخطاء، ويضع اللوم علي دائماً؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات إسلام ويب، وأسال الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

اعلمي أختي - وفقك الله- أن فترة الخِطبة فترة مهمة لفهم شخصية من ستعيشين معه بقية العمر- إذا شاء الله- لذلك معرفة مدى الانسجام والتفاهم، والتوافق مهم جدّاُ حتى يستقر هذا الزواج ويحقق المودة والرحمة، والسكن الذي أراده الله تعالى.

عليك في هذه الفترة أن تدرسي شخصية هذا الخاطب جيدًا قبل اتخاذ قرار الزواج الذي يترتب عليه الكثير من الالتزامات والأعباء، خصوصاً أنك امرأة سبقت لك تجربة زواج، وهو كذلك، فلا بد من أن يتم تجاوز أخطاء التجربة السابقة، وفهم أسبابها والحرص على عدم تكرارها.

أختي الفاضلة – الشخصية كثيرة الشكوى والمتذمرة ومن يتصيد الأخطاء، وكثير اللوم، هذا النوع من الشخصيات الحساسة ينقسم إلى نوعين: نوع اكتسبها بشكل وراثي من عائلته أو بيئته، وأصبحت تشكل نمطاً سلوكياً يلازم الشخص بشكل دائم، فهذا الصنف يحتاج لجهد وصبر طويل لتقليل الآثار السلبية لنتائج هذه الشخصية.

وصنف آخر اكتسبها بسبب ضغوطات نفسية وتجارب حياتيك فاشلة، أدت إلى دخوله في حالة من الرغبة في الشعور بالاهتمام، لذلك يندفع نحو الفضفضة للآخرين ليعبر عن نقده أو تذمّره ورفضه، فكثير الشكوى رجل يحب المشاركة، ويرغب باهتمام الآخرين.

لذلك يلجأ إلى أقرب شخصية يشعر معها بالأمان والحب.

وفي حالتك -أختي الفاضلة - فهذا الخاطب يلجأ إليك ليُنفس عن الألم الذي يعيشه في حياته اليومية، فيعبر عن عدم الرضا عن واقعه وحياته وبيئته، كما يكثر من هذه الشخصية التذمر والنقد لأبسط الأشياء.

مثلاً طلبه التعليق على منشور ونحوه من الأشياء البسيطة، ما هو إلا دليل على رغبته في لفت الانتباه وأن يكون له تقدير وانتماء، هذا النوع من الشخصية إن كانت هذه الضغوط عابرة والشكوى مؤقتة فإن التعايش مع صاحبها يعد أمراً يسيراً ويمكن التعامل معه بطرق مختلفة، ومن تلك الوسائل للتعامل مع صاحب الشخصية المتذمرة وكثيرة الشكوى.

أولاً: إيقاف الشكوى يبدأ بإيقاف تحفيز الشاكي، لأنه غالباً لا يشعر أنه أصبح يتصف بالشخصية كثيرة الشكوى، وذلك بإعطائه ما يحب قبل أن يسأل أو يشتكي، وذلك من خلال معرفة مزاجه وأنه يحب المدح والتعزيز النفسي، فهذا أمره سهل.

ثانياً: التعامل مع الأمور بمرونة، من خلال ذكر الحلول والجوانب الإيجابية التي لا يراها الشاكي أو المتذمر عند شكواه غالباً.

ثالثاً: الاحتواء العاطفي، فالشاكي والمتذمر يحتاج إلى الاهتمام والشعور بأن له قيمة، لذلك الدخول في حوارات معه يظهره فيه بموقف الذكاء والقوة، أو تأييد رأيه أو إشعاره بأن له قيمة وحباً خاصاً، كل ذلك يساهم في احتواء تطور هذه الشخصية.

أختي الفاضلة: الشخصية كثيرة الشكوى والمتذمرة شخصية حساسة جدًّا، لذلك هذا النوع من الشخصيات يحتاج لصبر وهدوء وحكمة في التعامل، وعدم مصادمة أو تجاهل، خصوصاً داخل إطار الزوجية.

وعليه فننصحكم بسرعة التعجيل بمراسيم الزواج، فلا خير في التأخير، لأنه بهذه الطريقة يتدخل الشيطان ويحاول أن يزرع المشاكل، وننصحك بالصبر على بعض تصرفاته التي لا تعجبك، فكل شخص لديه عيوب ومشاكل، ولو أردنا شخصاً بدون عيوب فلن نجد أحداً، وإذا كنتم في مرحلة الخطبة ولم يتم العقد فلا ننصح بكثرة التواصل حتى يكتب كتابكما.

نسأل الله أن يوفقك للخير ويبارك فيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً